في السنوات الأخيرة، شهدت حركة الطلاب الدوليين تغييرات كبيرة بسبب سياسات الهجرة الجديدة التي تبنتها الدول الكبرى. بينما كانت الولايات المتحدة، وكندا، وبريطانيا، وأستراليا تُعد الوجهات الأكثر جذبًا، بدأت هذه الدول بتشديد قواعدها، مما دفع الكثير من الطلاب للبحث عن بدائل جديدة في مناطق غير تقليدية.
أين يدرس الطلاب الدوليون اليوم؟
وفقًا لبوابة “مشروع أطلس 2024″، وهي منصة بحثية متخصصة في تتبع حركة الطلاب الدوليين، أكثر من نصف الطلاب الدوليين في عام 2024 اختاروا الدراسة في أربع دول رئيسية:
- الولايات المتحدة: استقبلت أكثر من 1,126,690 طالب دولي، وهي تحتل المرتبة الأولى عالميًا.
- كندا
- بريطانيا
- أستراليا
هذه الدول جذبت الطلاب بفضل جامعاتها الشهيرة مثل هارفارد وستانفورد في أمريكا، وأكسفورد وكامبريدج في بريطانيا، بالإضافة إلى الجامعات ذات التصنيف العالي في أستراليا وكندا.
ما الذي تغيّر في قوانين الهجرة؟
بدأت هذه الدول باتخاذ خطوات صارمة تجاه الطلاب الدوليين، مما أدى إلى تراجع الإقبال على الدراسة فيها:
- الولايات المتحدة: بعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في يناير 2025، تم إلغاء ثم إعادة تفعيل آلاف التأشيرات الدراسية. كما تم تشديد فحص حسابات التواصل الاجتماعي للطلاب، واعتقال بعضهم لأسباب سياسية مثل الطالب الفلسطيني محمود خليل.
- كندا: فرضت سقفًا لعدد تصاريح الدراسة ليصل إلى 437,000 فقط ، مقارنةً بأكثر من 650,000 ، بسبب الضغط على الإسكان والرعاية الصحية.
- بريطانيا: انخفض عدد التأشيرات الدراسية من 484,000 في 2022 إلى 393,000 في نهاية 2024، بعد إصدار قانون يمنع الطلاب من إحضار عائلاتهم معهم.
- أستراليا: قررت تحديد عدد الطلاب الدوليين بـ 270,000 في العام، بسبب أزمة السكن.
كيف تأثر اقتصاد هذه الدول؟
يُعد التعليم الدولي مصدر دخل مهم، خاصة في الولايات المتحدة، حيث أنفق الطلاب الدوليون ما يقارب 50 مليار دولار . ومع تراجع أعداد الطلاب، بدأ هذا المصدر بالتأثر، مما أثار قلق الجامعات والمجتمع الأكاديمي.
من هي الدول التي ترسل أكبر عدد من الطلاب؟
بحسب تقرير الهجرة العالمية :
- الصين: أرسلت أكثر من مليون طالب إلى الخارج في 2022.
- الهند: تجاوز عدد الطلاب الهنود نظراءهم الصينيين في الولايات المتحدة عام 2024 للمرة الأولى منذ عام 2009.
كما تجاوز عدد الطلاب الهنود في بريطانيا عدد الطلاب الصينيين لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات. وسجلت دول مثل نيجيريا، باكستان، وبنغلاديش زيادات ملحوظة في أعداد طلابها المسجلين في الجامعات البريطانية.
إلى أين يتجه الطلاب الآن؟
مع تشديد القوانين في الدول التقليدية، بدأ الطلاب في التوجه إلى أسواق تعليمية جديدة أكثر ترحيبًا:
- اليابان: جامعة أوساكا تقدم منحًا وإعفاءات من الرسوم للطلاب الأمريكيين والباحثين.
- هونغ كونغ: جامعة العلوم والتكنولوجيا في هونغ كونغ تعرض قبولًا غير مشروط للطلاب الدوليين الذين تم رفضهم من جامعات أمريكية.
- دبي: أعلنت في يوليو 2025 عن خطة لرفع نسبة الطلاب الدوليين من 35% إلى 50% بحلول 2033، ضمن خطة اقتصادية لتوسيع قاعدة التعليم الدولي.
ما تأثير ذلك على الطلاب العرب؟
الطلاب العرب، خاصة من دول مثل مصر، السعودية، الإمارات، المغرب، والجزائر، يتأثرون بشكل مباشر بهذه التغيرات. فبينما كانت الدول الغربية الخيار الأول، بدأ الكثيرون ينظرون إلى وجهات بديلة مثل:
- تركيا: بسبب جودة التعليم وتكلفة المعيشة المناسبة.
- ماليزيا: بفضل الجامعات العالمية الموجودة فيها والبيئة المتنوعة.
- الإمارات وقطر: لوجود فروع لجامعات أمريكية وبريطانية وعالمية.
ماذا يعني هذا للطلاب الجدد؟
إذا كنت تفكر في الدراسة في الخارج، من المهم أن تضع في اعتبارك العوامل التالية:
- القوانين الجديدة للتأشيرات: تأكد من أحدث شروط التأشيرة في البلد الذي تود الدراسة فيه.
- الفرص المتاحة في دول جديدة: لا تقتصر على الوجهات التقليدية فقط، بل ابحث في آسيا والشرق الأوسط.
- تكلفة الدراسة والمعيشة: قد تكون أرخص بكثير في وجهات جديدة.
هل انتهى عصر الوجهات التقليدية؟
ليس تمامًا، لكن الواضح أن المنافسة أصبحت أكبر، والفرص بدأت تتوزع على نطاق أوسع. لم تعد الدراسة في أمريكا أو بريطانيا الخيار الوحيد، بل أصبح هناك اهتمام متزايد من الطلاب بالبحث عن جودة التعليم والدعم والاستقرار في أماكن أخرى.
الكلمات المفتاحية: الطلاب الدوليين, الدراسة في الخارج, تأشيرة الطالب, قوانين الهجرة, الدراسة في أمريكا, الدراسة في بريطانيا, الدراسة في كندا, الدراسة في أستراليا, جامعات اليابان, التعليم في دبي
