في السنوات الأخيرة، لاحظت جامعات المملكة المتحدة تراجعًا كبيرًا في عدد الطلاب الذين يدرسون تخصصات اللغات. هذا الانخفاض دفع العديد من الجامعات إلى التفكير في حلول جديدة لحماية هذه البرامج من الإغلاق. واحدة من أبرز هذه الحلول هي دمج برامج اللغات بين الجامعات.
لماذا تفكر الجامعات البريطانية في دمج تخصصات اللغات؟
انخفض عدد الطلاب الذين يتقدمون لدراسة اللغات في مرحلة البكالوريوس بنسبة تزيد عن 20% بين عامي 2019 و2025، رغم أن عدد المتقدمين الكلي للجامعات ازداد بنسبة 10% في نفس الفترة. هذا التراجع الكبير جعل الجامعات تبحث عن طرق للحفاظ على هذه التخصصات المهمة.
يقود هذه الخطوة التحالف المعروف باسم “N8″، والذي يضم جامعات بحثية مرموقة في شمال إنجلترا مثل جامعة نيوكاسل، مانشستر، لانكستر، ودورهام. بدأت هذه الجامعات بمناقشة إمكانية التعاون وتبادل الموارد والخبرات التعليمية في مجال اللغات.
ما هو شكل التعاون المحتمل بين الجامعات؟
وفقًا للبروفيسور نايجل هاركنس من جامعة نيوكاسل، فإن التعاون قد يبدأ بتبادل أفضل الممارسات في طرق التعليم، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في تعلم اللغات. في المستوى الأعلى من التعاون، قد يصل الأمر إلى تقديم شهادات دراسية مشتركة بين الجامعات، وهو أمر معقد ولكنه قابل للدراسة.
هل هناك توجه فعلي لإغلاق أقسام اللغات؟
بعض الجامعات بدأت فعلًا في تقليص عروضها في مجال اللغات بسبب الضغوط المالية، مثل جامعات أبردين، كوفنتري، ولينكولن. حتى جامعة كارديف التي كانت تنوي إلغاء برامج اللغات الحديثة، واجهت رد فعل قوي مما دفعها للتراجع جزئيًا، لكنها لا تزال تخطط لتقليص عدد الموظفين والطلاب.
ما هي الأسباب وراء هذا التراجع؟
التقرير الأخير لمعهد سياسة التعليم العالي في بريطانيا كشف عدة أسباب:
- نقص كبير في عدد معلمي اللغات المؤهلين.
- قرار الحكومة البريطانية في 2004 بإلغاء إلزامية دراسة اللغة حتى سن 16.
- انخفاض عدد المتقدمين لاختبارات اللغة في المرحلة الثانوية، مثل الفرنسية والألمانية.
ما هو تأثير هذا التراجع على التعليم الجامعي؟
هذا الانخفاض في دراسة اللغات في المدارس أثر بشكل مباشر على الجامعات. حيث أن أقل من 3% فقط من طلبة A-Level في إنجلترا اختاروا اللغات في امتحانات 2025. ونتيجة لذلك، انخفضت نسبة التسجيل في تخصصات اللغات والدراسات الإقليمية بنسبة 20% خلال خمس سنوات.
هل هناك دعوات لحلول طويلة الأمد؟
هيتان شاه، المدير التنفيذي للأكاديمية البريطانية، أكد أن من الضروري وجود نقاش وطني حول ما هي اللغات التي تحتاج البلاد إلى تدريسها بشكل استراتيجي. وضرب مثالًا بأن من غير الحكمة أن تفتقر بريطانيا لمتحدثين متمكنين في اللغة الروسية أو الصينية في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية.
ما موقف الجامعات من مستقبل اللغات؟
- جامعة مانشستر أكدت أنها تعمل بالتعاون مع باقي أعضاء تحالف N8 لمواجهة التحديات التي تواجه تخصصات اللغات.
- جامعة لانكستر أشارت إلى أنها تبحث عن طرق تعليم مبتكرة.
- أما جامعة دورهام، فقالت إنها منفتحة دائمًا على التعاون لكنها لا تنوي تغيير ما تقدمه حاليًا.
ماذا يعني هذا للطلاب العرب الراغبين في دراسة اللغات في بريطانيا؟
إذا كنت طالبًا عربيًا تفكر في دراسة اللغات في المملكة المتحدة، فهناك بعض النقاط المهمة التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار:
- تأكد من توفر البرنامج في الجامعة التي تنوي التقديم لها، خاصة مع احتمال تقليص أو دمج بعض التخصصات.
- اسأل عن فرص الدراسة المشتركة بين الجامعات أو إمكانية التبادل الأكاديمي.
- تابع أخبار التحديثات الأكاديمية والسياسات التعليمية المتعلقة بتخصصات اللغات.