هل يمكن للمادة 60 من قانون الإقامة الألماني أن توقف قرار ترحيلي بالفعل؟ نعم، توفر المادة 60 من قانون الإقامة (AufenthG) الأساس القانوني لحظر الترحيل عندما يكون هناك تهديد خطير للحياة أو الحرية أو الصحة في بلد المنشأ، وهي حماية تُمنح للكثيرين ممن رفضت طلبات لجوئهم ولكنهم لا يزالون يواجهون مخاطر حقيقية.
يبحث الكثير من طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم عن بصيص أمل أخير يمنع تنفيذ قرار الترحيل، وهنا تظهر أهمية المادة 60 من قانون الإقامة الألماني، التي تعد صمام الأمان القانوني الذي يحمي الأفراد من الإعادة القسرية إلى دول قد تشكل خطراً حقيقياً على حياتهم أو سلامتهم الشخصية، ولفهم كيفية عمل هذه الحماية بشكل عملي ومُركز.
حظر الترحيل المطلق وأساسه العملي
الفقرة الأولى من المادة 60 تحدد الحظر المطلق للترحيل، وهي تطبق عندما يكون هناك خطر مباشر على حياة الشخص أو حريته بسبب عوامل سياسية أو مرتبطة بالتعذيب. هذا النوع من الحماية نادر ولكنه الأقوى، حيث يرتبط بالتزام ألمانيا بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، ويتطلب دليلاً قوياً ومباشراً على هذا الخطر.
- تطبيق اتفاقية جنيف: يرتكز هذا الحظر على مبدأ عدم الإعادة القسرية، وليس مجرد تقدير سلطة أو تفضيل إداري في الملف.
- أهمية الأدلة المباشرة: يجب تقديم إثباتات حديثة وموثوقة (تقارير طبية أو نفسية، وثائق تهديد رسمية أو موثقة) تُثبت التعرض لخطر حقيقي ومحدد.
- التعذيب وسوء المعاملة: الحظر يطبق تلقائياً وبشكل غير قابل للنقاش إذا كان هناك تهديد فعلي بالتعرض للتعذيب أو عقوبة الإعدام عند العودة.
- قضايا الأقليات: يُمنح لمن يواجهون اضطهادًا ممنهجًا من قِبل الدولة بسبب العرق أو الدين أو الانتماء السياسي أو الجنسي أو الاجتماعي.
- خطأ شائع: الاعتقاد بأن هذا الحظر يُمنح بسهولة؛ بل يتطلب جهداً إثباتياً كبيراً ودقيقاً يتجاوز الوصف العام للوضع في البلد الأصلي.
- المراجعة القضائية الفورية: القرارات المتعلقة بالفقرة 1 غالبًا ما تُستأنف بسرعة في المحاكم الإدارية، ما يتطلب سرعة في التحرك القانوني خلال الفترة المحددة.
- حالة الإقامة: يحصل حامل هذه الحماية على تصريح إقامة (Aufenthaltserlaubnis) مباشرة دون المرور بفترات طويلة من تأجيل الترحيل (Duldung).
الخبرة العملية تشير إلى أن إثبات شروط الفقرة الأولى معقد ويتطلب محامياً مختصاً ولديه القدرة على الربط بين القانون الدولي والواقع المحلي. الفشل في تقديم أدلة قوية يُعتبر خطأً يكلف طالب الحماية وضعه القانوني، خاصةً أن المكتب الاتحادي يشدد التدقيق في هذه الحالات الحساسة للغاية التي تمنح الحقوق الكاملة.
المخاطر الصحية والتهديدات الإنسانية
هذه الفقرات §60 الفقرة 2 و 3 تركز على الحالات التي لا تصل إلى حد الاضطهاد السياسي المباشر لكنها تشكل تهديدًا صحيًا أو إنسانيًا خطيرًا. تشمل هذه الحماية الأمراض التي لا يمكن علاجها في الوطن الأم أو الظروف العامة التي تمنع العيش الكريم، وتُعد مسارًا أكثر شيوعًا لإنقاذ الأفراد من الترحيل الفوري بناءً على أسس إنسانية خالصة.
- الوضع الطبي الحرج: ضرورة أن يكون المرض مهدداً للحياة أو خطيراً، ويجب إثبات أنه لا يتوفر علاج مكافئ أو مقبول في بلد المنشأ مطلقاً.
- التقارير الطبية المختصة: يجب أن تكون صادرة عن أطباء ألمان مختصين (الأخصائي النفسي أو الداخلي) وأن تكون مفصلة وتوضح نتائج الترحيل السلبية على الصحة.
- حالة عدم القدرة على السفر: تُمنح الحماية مؤقتًا لمن لا يستطيعون السفر لأسباب صحية طارئة أو بسبب حمل متقدم أو إجراء طبي وشيك.
- الاعتماد على المساعدات: إذا كان الشخص يعتمد على أجهزة أو أدوية معينة أو رعاية متخصصة غير متوفرة إطلاقاً في وطنه الأصلي، حتى بشكل خاص.
- المخاطر العامة: تُمنح أحيانًا لحالات الأفراد ضمن مناطق نزاع أو مجاعة غير مصنفة كحظر مطلق، لكن العودة إليها تشكل خطرًا على الحياة.
- التحول في النظرة القضائية: المحاكم أصبحت أكثر تشددًا في إثبات عدم توافر العلاج بشكل كلي، وتطالب بإثبات عدم توافره حتى في المستشفيات الخاصة.
- مثال عملي: فشل العلاج الكيميائي يتطلب إثباتًا بأنه لا يوجد أي مستشفى خاص أو عام يقدمه أو أن تكلفته لا تُحتمل في بلد المنشأ.
وفقاً لإحصائيات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF)، فإن الجزء الأكبر من قرارات منع الترحيل الفردية يأتي تحت هذه الفقرات المتعلقة بالجانب الصحي والإنساني. هذا يسلط الضوء على أن التركيز ليس دائمًا على الاضطهاد السياسي المباشر بل على الواقع الإنساني والظروف المعيشية القاسية التي تنتظر العائدين، مما يجعل الإثبات الطبي مفتاحاً.
المخاطر التي تهدد الحياة أو الحرية
هذه الفقرة §60 الفقرة 5 تنص على حظر الترحيل إذا كان الترحيل سيعرض الشخص لخطر جسيم يهدد حياته أو حريته لأسباب غير تلك المذكورة في الفقرة 1. غالبًا ما يتعلق هذا بالظروف العامة في بلد المنشأ، مثل الحرب الأهلية أو النزاعات المسلحة الداخلية التي تؤثر على جميع السكان دون تمييز سياسي أو اجتماعي، وتعتبر حماية جماعية.
- تحديد مناطق النزاع: الحماية تُمنح بناءً على تقييم سنوي ومحدث من وزارة الخارجية الألمانية للمخاطر في مناطق جغرافية محددة أو دول بأكملها.
- تغير الظروف: يمكن إلغاء الحماية إذا تحسنت الأوضاع الأمنية في بلد المنشأ بشكل ملموس وتم تصنيفه كـ “آمن” لإعادة التوطين الداخلي.
- الفئة المستهدفة: تُمنح لمواطني دول تعاني من حروب واسعة النطاق تؤثر على المدنيين بشكل عشوائي، حيث لا يمكن التوقع بسلامة أي فرد.
- الفرق عن الفقرة 1: لا يشترط الإثبات الفردي للاضطهاد أو الاستهداف؛ الخطر عام وشامل وموجه لجميع السكان دون استثناء.
- إجراءات الطعن: يتم الطعن في قرار الرفض عبر إثبات أن الوضع الأمني لم يتحسن بالقدر الذي تدعيه السلطات، وتقديم تقارير حقوقية دولية مناقضة.
- المناقشة القضائية المستمرة: القرارات المتعلقة بالنزاع المسلح غالبًا ما تكون محل خلاف قضائي مستمر وتتأثر بقرارات محاكم أعلى (المحكمة الإدارية العليا).
- الوضع القانوني المؤقت: تُمنح إقامة مؤقتة لمدة عام واحد وقابلة للتجديد، وقد تتحول إلى إقامة دائمة بعد سنوات معينة وفقًا للقانون الجديد.
من أهم الأخطاء التي يرتكبها اللاجئون هي افتراض استمرار الحظر طوال الوقت؛ يجب متابعة تقارير المخاطر الأمنية بشكل دوري وعدم الاعتماد على المعلومات القديمة. المحاكم الإدارية تُركز على دقة تقييم وزارة الخارجية للوضع الأمني، لذا يجب على المحامي تحديث معلوماته باستمرار وتحدي التقارير الإيجابية إن وجدت.
الأسباب الإنسانية العاجلة وغير القانونية
هذه الفقرة §60 الفقرة 7 تتعلق بمنع الترحيل عندما تكون العودة غير قانونية بموجب القانون الألماني أو عندما يواجه الشخص خطرًا كبيرًا من حيث الظروف الإنسانية أو القانونية. إنها شبكة أمان تُستخدم في حال عدم انطباق أي من الفقرات السابقة، وتعتمد بشكل كبير على التقدير الإداري والقضائي لحالة الشخص ودرجة اندماجه في المجتمع.
- حالة السجين السابق: الخطر على الحياة نتيجة الوضع الأمني الهش للمفرج عنهم حديثًا في وطنهم أو بسبب وصمة اجتماعية تجعل حياتهم مستحيلة.
- الاضطرابات النفسية الشديدة: إثبات أن الترحيل سيؤدي إلى تدهور حاد لا يمكن تداركه أو الانتحار، ويتطلب تقريراً نفسياً دقيقاً ومفصلاً.
- عدم وجود شبكة اجتماعية: إذا كان الشخص سيعود إلى منطقة ليس له فيها أي أقارب أو معارف أو دعم اجتماعي أو مادي على الإطلاق.
- الخطر على الأطفال: تُمنح حماية إضافية للعائلات التي لديها أطفال صغار متأقلمين في ألمانيا ولديهم مصالح قوية تتعلق بالتعليم والصحة.
- الأخطاء الشائعة: محاولة إثبات المخاطر الإنسانية دون توفير أدلة قوية وموثقة من قبل منظمات إنسانية أو اجتماعية معترف بها في ألمانيا.
- مبدأ التقدير: تمنح هذه الفقرة مساحة أكبر لـ “السلطة التقديرية” للمحكمة أو مكتب الأجانب، مما يتطلب إقناعاً قوياً بخصوصية الحالة.
- أهمية الاندماج: يمكن أن يؤخذ الاندماج الإيجابي (عمل منتظم، شهادة لغة متقدمة، عدم الاعتماد على المساعدات الاجتماعية) في الاعتبار كعامل داعم قوي.
يجب على اللاجئ إثبات أن عودته ستشكل “خطرًا ملموسًا وفرديًا” على حياته أو صحته، وليس مجرد صعوبة عامة في العيش كغيره من المواطنين. استخدام هذه الفقرة يتطلب إبراز العوامل الإنسانية الخاصة جدًا التي تختلف عن بقية اللاجئين من نفس البلد لضمان عدم رفض الطلب بسهولة.
كيف يتم تطبيق حظر الترحيل
يتم تطبيق المادة 60 في سياقين رئيسيين: إما تلقائيًا من قبل المكتب الاتحادي للهجرة (BAMF) أثناء إجراءات اللجوء الأولية، أو لاحقًا عن طريق مكتب الأجانب (Ausländerbehörde) بعد صدور قرار الرفض النهائي. فهم هذه المسارات الإجرائية يجنب اللاجئ الوقوع في فخ الإهمال الزمني أو الإجرائي.
| الحالة القانونية | الجهة المسؤولة عن الفحص | السند القانوني | الإجراء المطلوب من اللاجئ |
|---|---|---|---|
| أثناء إجراءات اللجوء (أول مرة) | المكتب الاتحادي (BAMF) | قانون اللجوء (AsylG) | لا يتطلب تقديم طلب منفصل؛ الفحص يتم تلقائياً. |
| بعد رفض اللجوء وتغير الظروف | مكتب الأجانب (Ausländerbehörde) | المادة 60 من قانون الإقامة | يجب تقديم طلب رسمي لـ “إعادة فتح النظر في حظر الترحيل” مع أدلة جديدة. |
| الطعن على قرار الرفض | المحكمة الإدارية (Verwaltungsgericht) | قانون الإجراءات الإدارية | يجب تقديم شكوى (Klage) خلال الفترة المحددة، غالبًا أسبوعين من تاريخ القرار. |
| الترحيل الوشيك (الحالات الطارئة) | المحكمة الإدارية المختصة | المادة 80 الفقرة 5 من قانون الإجراءات | يجب تقديم طلب إيقاف تنفيذي عاجل (Eilantrag) لوقف الترحيل حتى يتم البت في الملف. |
- دور BAMF: يتم فحص حظر الترحيل تلقائيًا تحت مسمى “الحماية الثانوية” (Subsidiary Protection) كخطوة ثانية بعد رفض اللجوء الأساسي (Asylberechtigung).
- دور مكتب الأجانب: يُطلب منه فحص حظر الترحيل في حال تغيرت الظروف بشكل جذري بعد قرار BAMF، مثل تطور مرض خطير لم يكن موجوداً سابقاً.
- الفترة الزمنية الحرجة: يجب تقديم أي دليل جديد على المخاطر فورًا، دون تأخير، لتجنب الترحيل، حيث يُعتبر التأخير دليلاً على عدم جدية الخطر.
- قضية Duldung (تأجيل الترحيل): الحصول على حظر الترحيل بموجب المادة 60 يُنهي وضعية Duldung التي لا تمنح حقوقاً كاملة ويمنح تصريح إقامة رسمياً.
- الخطأ القاتل: عدم الإبلاغ عن مرض جديد أو تدهور حالة في الوقت المناسب لمكتب الأجانب، مما يؤدي لرفض الطلب بسبب “الإهمال” في الإبلاغ.
- عبء الإثبات: يقع عبء إثبات وجود خطر الترحيل دائمًا على عاتق طالب الحماية، ويجب أن تكون الأدلة قوية ومقنعة وليست مجرد إدعاءات.
- المشورة القانونية المبكرة: يجب طلبها فور استلام خطاب الرفض من BAMF، قبل فوات مواعيد الاستئناف القصيرة التي لا تُمنح فيها أي مرونة زمنية.
يتمثل جوهر التجربة الواقعية في أن الإجراءات الألمانية شديدة التعقيد وتتطلب التزامًا دقيقًا بالمواعيد الرسمية والإجرائية. أي إغفال أو عدم تقديم وثيقة في الوقت المحدد قد يكلف الشخص فرصته الأخيرة في البقاء القانوني، فالقانون لا يرحم المتأخرين في تقديم الأدلة أو الطعون.
الأسباب التي تُلغي حماية المادة 60 والمخاطر المترتبة
على الرغم من قوة المادة 60، إلا أن الحماية التي تمنحها ليست دائمة ويمكن إلغاؤها في عدة حالات محددة قانونياً. ترتبط هذه الأسباب بالتهديد للأمن العام في ألمانيا أو بتحسن كبير وموثق للأوضاع في بلد المنشأ. فهم هذه المخاطر أمر حيوي للحفاظ على وضع الإقامة المكتسب والعيش بهدوء قانوني.
- التهديد الأمني: ارتكاب جرائم خطيرة (مثل العنف أو المخدرات) أو الانتماء لمنظمات إرهابية يشكل سببًا مباشرًا للإلغاء الفوري والترحيل حتى مع وجود خطر.
- تحسن الأوضاع العامة: إذا أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن الخطر في منطقة معينة زال أو أصبح “غير جوهري”، فسيتم إلغاء الحظر تلقائياً.
- إخفاء الحقائق: الكذب المتعمد في الإجراءات أو إخفاء معلومات جوهرية عن السلطات أثناء طلب اللجوء أو لاحقاً يعتبر سبباً للإلغاء.
- الإلغاء الجزئي: قد يتم إلغاء الحماية الثانوية، ولكن يبقى حظر الترحيل الطبي أو الإنساني بموجب الفقرة 7 قائمًا في حال استمرت شروطه.
- نصيحة واقعية: أي إدانة جنائية حتى البسيطة يجب أن يتم تقييم تأثيرها على وضع الإقامة فورًا، لأنها تؤثر على “الموازنة الإجمالية للمصالح”.
- قاعدة الإلغاء: يتم الإلغاء عادةً بعد إجراء مراجعة شاملة لملف الشخص من قبل BAMF، وتُعطى له فرصة للاستئناف والاعتراض.
- قضية العودة الطوعية: إذا زار الشخص وطنه الأصلي لفترة وجيزة، يمكن أن يُعتبر ذلك دليلاً قوياً على زوال الخطر المهدد لحياته أو سلامته.
يتوجب على الحاصلين على هذه الحماية تجنب أي سلوك يهدد النظام العام الألماني أو يعطي انطباعًا بزوال الخطر الذي منع الترحيل في المقام الأول. الواقع يؤكد أن السلطات تراقب هذه الجوانب بجدية عالية، خاصة عند تجديد تصريح الإقامة بشكل دوري، وتصبح الجرائم الصغيرة سبباً للشك.
الموازنة بين مصلحة اللاجئ ومصلحة الدولة
المادة 60 لا تُطبق بشكل آلي بل تخضع لعملية “موازنة مصالح” دقيقة ومعقدة بين الخطر الذي يواجهه الشخص ومصلحة الدولة الألمانية في تطبيق القانون والنظام. هذا التوازن هو أصعب ما يواجهه المحامي المدافع عن الملف، إذ يجب عليه إظهار أن الخطر على حياة العميل يتجاوز أي اهتمام ألماني بالترحيل وتنفيذ الأحكام.
- الدور الحاسم للمحامي: يجب أن يكون متخصصًا في قانون اللجوء والهجرة ولديه خبرة عملية في الطعون الإدارية والموازنات القضائية المعقدة.
- فخ “السوابق الجنائية”: أي سابقة جنائية تُستخدم لترجيح كفة الترحيل في الموازنة، حتى لو كانت بسيطة، لأنها تشير إلى عدم الاندماج الكامل.
- الاندماج كعامل ترجيح: إثبات الاندماج الناجح (عمل مستمر، دفع الضرائب، عدم الحصول على مساعدات) يرجح كفة البقاء كـ “شخص منتج”.
- الخطر الفردي: يجب التركيز على أن الخطر يخص هذا الشخص بذاته (مثلاً بسبب نشاط سابق أو انشقاق عسكري) وليس مجرد خطر عام على الدولة.
- مثال شائع: إثبات أن عدم القدرة على علاج مرض مزمن في الوطن يمثل خطرًا على الحياة (الفقرة 2) مقابل عدم ارتكاب أي جريمة في ألمانيا.
- التأخير في الإجراءات: التأخير الطويل في البت في الطلب يُعد أحيانًا عاملًا مساعدًا للاجئ، حيث يصبح الاندماج والتجذر في ألمانيا أقوى.
- الأخطاء الإدارية: استغلال أي خطأ إجرائي أو إداري ارتكبته السلطات الألمانية في ملف الترحيل أو في إخطار اللاجئ بقراراته.
في هذا المجال، لا يكفي القانون النظري البحت؛ بل يتطلب الأمر تكتيكات قانونية وإنسانية فعالة لإقناع المحكمة بالجانب الإنساني المؤثر في الملف. يجب على المحامي أن يكون صريحًا مع العميل حول فرص النجاح بناءً على خطورة الأدلة المقدمة مقابل تاريخ العميل في ألمانيا وسلوكه العام.
تحديثات قانون الإقامة وتأثيرها على المادة 60
يخضع قانون الإقامة الألماني لتعديلات مستمرة وواسعة، مما يؤثر بشكل مباشر على تطبيق المادة 60 وإجراءاتها اللاحقة. آخر التعديلات تهدف إلى تسريع إجراءات الترحيل لمن لا يملكون حماية، وفي الوقت نفسه، منح فرص إقامة لمن يتمتعون بـ “Duldung” منذ زمن طويل ولديهم اندماج جيد ومثبت.
- قانون فرص الإقامة الجديد: منح إقامة تجريبية لمدة سنة قابلة للتحويل لمن أقاموا في ألمانيا 5 سنوات حتى تاريخ محدد وأثبتوا حسن السلوك والاندماج.
- تسريع إجراءات الترحيل: القوانين الجديدة تسمح للسلطات بدخول مساكن اللاجئين دون إخطار مسبق في حالات معينة بهدف تنفيذ قرار الترحيل بسرعة.
- تأثير الاندماج: زيادة التركيز على إثبات اللغة الألمانية (مستوى B1 فما فوق) والعمل كشرط للانتقال من الحماية المؤقتة إلى الإقامة الدائمة.
- تقييد حظر الترحيل: تضييق نطاق المخاطر الصحية التي تُعتبر مانعًا للترحيل، حيث يُطلب إثبات أن العلاج “غير متوفر بالمرة” وليس مجرد “صعب الحصول عليه”.
- الخطوة العملية: يجب على اللاجئ استغلال أي فترة تأجيل ترحيل (Duldung) لتحسين وضعه اللغوي والمهني ليكون مستعداً لأي قانون جديد.
- الحاجة للاستباقية: يجب على اللاجئ ومحاميه متابعة الأخبار التشريعية الألمانية بانتظام وتوقع التغييرات والتكيف معها قانونياً وإجرائياً.
- واقع التطبيق: بالرغم من التشديد القانوني، فإن الحالات الإنسانية القوية جدًا (كالأطفال والمرضى في مراحل متأخرة) تظل تحظى بحماية قوية من المحاكم الإدارية.
يجب التعامل مع تعديلات القانون كفرص وتحديات في آن واحد، فبينما يشدد القانون على الترحيل للمرفوضين، فإنه يفتح أبواب الإقامة لمن أثبتوا جديتهم في الاندماج خلال سنوات إقامتهم المؤقتة. هذا يتطلب استراتيجية واضحة ومستمرة لتحسين الوضع الشخصي والمهني.
الأهمية المالية والاجتماعية لتصريح الإقامة بموجب المادة 60
الحصول على تصريح إقامة بموجب المادة 60 يحمل أهمية تتجاوز مجرد منع الترحيل، إذ يفتح الأبواب أمام الحقوق الاجتماعية والمالية التي تنهي حالة الغموض المعيشي. هذا التحول من وضع “Duldung” المحدود الحقوق إلى “Aufenthaltserlaubnis” يمنح الاستقرار النفسي والمادي المطلوب لبدء حياة جديدة في المجتمع الألماني بشكل فعال ومستقل.
- الحق في العمل: الانتقال من قيود العمل الشديدة والحاجة إلى تصريح خاص إلى حرية الوصول لسوق العمل الألماني دون قيود (عدا بعض المهن المنظمة).
- المساعدات الاجتماعية: الانتقال من قانون مزايا طالبي اللجوء (AsylbLG) ذات المبالغ الأقل إلى القانون الاجتماعي العادي (SGB II/XII) الذي يمنح مزايا أشمل.
- السفر والتنقل: إمكانية الحصول على وثيقة سفر للاجئين (جواز سفر أجنبي ألماني) تتيح التنقل الدولي (في الغالب باستثناء الوطن الأم).
- لم الشمل العائلي: الحق في طلب لم شمل الأسرة المقربة (الزوجة والأطفال القصر) وفقاً لشروط محددة تتعلق بالدخل وحجم المسكن.
- التأمين الصحي: الحصول على تأمين صحي شامل يغطي جميع الاحتياجات الطبية بشكل كامل دون قيود أو استثناءات تتعلق بوضع الإقامة.
- التعليم والتدريب: تسهيل الوصول إلى الدورات المهنية والجامعات دون قيود إدارية معقدة كانت موجودة في وضع “Duldung”.
- كسر دائرة الغموض: إنهاء حالة الانتظار الطويلة وتأثيرها النفسي على الفرد والأسرة، مما يسمح بالتخطيط للمستقبل البعيد بوضوح.
الواقع يؤكد أن الاستقرار المادي والاجتماعي هو المحرك الأساسي للاندماج الفعال في المجتمع الألماني، خاصة وأن الدولة تشجع الاعتماد على الذات. لذا، يُنظر إلى الحصول على هذه الحماية القانونية كخطوة أولى نحو بناء مستقبل حقيقي ومستقر في ألمانيا بعيداً عن كابوس الترحيل والغموض.
خاتمة
تظل المادة 60 من قانون الإقامة الألماني الملاذ الأخير والحاسم للآلاف، حيث توفر حماية قانونية قائمة على أسس إنسانية وقانونية دولية صارمة. إن فهم تفاصيل هذه المادة وتطبيقها بشكل دقيق، بالاستعانة بمحامٍ متخصص، هو مفتاح تحويل قرار الترحيل إلى فرصة للحياة الآمنة في ألمانيا، وهذا يتطلب وعيًا دائمًا بتغيرات القوانين والظروف في بلد المنشأ.
للاطلاع على النص القانوني الأصلي للمادة 60 من قانون الإقامة الألماني: https://www.gesetze-im-internet.de/aufenthg_2004/__60.html
الاسئلة الشائعة
ما الفرق بين الحماية الثانوية وحظر الترحيل بموجب المادة 60؟
الحماية الثانوية (Subsidiary Protection) تُمنح بموجب قانون اللجوء (AsylG) وهي شكل من أشكال اللجوء، وتمنح حقوقاً واسعة نسبياً. في حين أن حظر الترحيل بموجب المادة 60 هو حماية تُمنح بموجب قانون الإقامة (AufenthG) وغالبًا ما تأتي بعد رفض طلب اللجوء الرئيسي والثانوي، وهي تتفرع إلى أنواع مختلفة، كالمنع المطلق أو المنع بسبب الظروف الإنسانية أو الصحية، وحقوقها كانت في السابق أقل لكنها تتجه نحو التساوي مع التعديلات الجديدة.
هل يمكنني الحصول على المادة 60 إذا كنت قد ارتكبت جريمة في ألمانيا؟
الإدانة بارتكاب جريمة خطيرة تشكل تهديدًا للأمن العام الألماني يمكن أن يؤدي إلى استثناء الشخص من حماية المادة 60، خصوصًا الفقرتين 1 و 5. يُجرى في هذه الحالة u0022موازنة مصالحu0022 بين خطورة الجريمة والخطر الذي سيواجهه الشخص في وطنه، وعادة ما تفضل المحاكم المصلحة الأمنية الألمانية في الجرائم الجنائية الكبرى، لكن القضايا الإنسانية القوية قد تشفع في الجرائم الأقل خطورة.
كم تستغرق معالجة طلب حظر الترحيل بعد قرار BAMF؟
إذا كان القرار يأتي بعد رفض BAMF، يتم فحصه تلقائيًا ولا يحتاج لوقت إضافي طويل. أما إذا كان الأمر يتعلق بطلب لاحق بسبب ظروف جديدة (مرض جديد، تدهور الوضع الأمني في منطقة محددة)، فقد تستغرق العملية شهورًا عديدة تتراوح بين 6 أشهر إلى عام في مكتب الأجانب أو المحكمة الإدارية، اعتمادًا على مدى تعقيد الأدلة الطبية أو الأمنية المقدمة والضغط على المحاكم في تلك الولاية.
ما هي الآثار المترتبة على تصريح الإقامة الممنوح بموجب المادة 60 الفقرة 7؟
يُمنح تصريح إقامة مؤقت يسمى u0022Aufenthaltserlaubnisu0022 وعادة ما يكون لمدة عام واحد، ويتيح للشخص الحق في العمل والدراسة والوصول للمساعدات الاجتماعية النظامية في ألمانيا. وبعد بضع سنوات (عادةً 5 سنوات)، يمكن للشخص أن يتقدم بطلب للحصول على حق الإقامة الدائمة (Niederlassungserlaubnis)، شريطة الاندماج الجيد وإثبات القدرة على إعالة نفسه مادياً دون الاعتماد على الدولة.
هل يمكنني السفر خارج ألمانيا إذا حصلت على حظر الترحيل بموجب المادة 60؟
نعم، بمجرد حصولك على تصريح الإقامة (Aufenthaltserlaubnis) وليس مجرد تأجيل الترحيل (Duldung)، يمكنك التقدم بطلب للحصول على وثيقة سفر ألمانية للاجئين (جواز سفر أجنبي). لكن يجب الانتباه الشديد لعدم السفر إلى بلد المنشأ أو البلد الذي كان سبب خوفك من الاضطهاد، لأن ذلك قد يُستخدم كدليل لإلغاء الحماية عنك واعتبار الخطر زال.
هل يغطي حظر الترحيل الأمراض المزمنة التي تتطلب رعاية؟
يغطي حظر الترحيل بموجب الفقرة 2 و 3 الأمراض المزمنة في حالة واحدة: إذا كانت هذه الأمراض مهددة للحياة أو خطيرة، وكان إثبات عدم توفر علاج كافٍ أو مقبول لها في بلد المنشأ أمراً قاطعاً. الأمر لا يتعلق بمجرد صعوبة الحصول على الدواء، بل بالخطر المباشر على حياة الشخص أو تدهور حالته بشكل كارثي لا يمكن علاجه.
ما الذي يعنيه u0022تأجيل الترحيلu0022 (Duldung) وهل هو نفسه المادة 60؟
تأجيل الترحيل (Duldung) ليس تصريح إقامة بموجب المادة 60، بل هو u0022إيقاف مؤقتu0022 لقرار الترحيل لسبب قانوني أو فعلي، مثل عدم توفر وثائق سفر أو مرض يمنع السفر مؤقتاً. الـ Duldung وضع قانوني هش، في حين أن الحماية بموجب المادة 60 هي تصريح إقامة رسمي يمنح حقوقاً أوسع ويقود في النهاية إلى الإقامة الدائمة.
هل يعتبر الوضع الاقتصادي السيئ في بلدي سبباً كافياً لتطبيق المادة 60؟
لا، الوضع الاقتصادي السيئ أو الفقر المدقع في بلد المنشأ ليس سبباً كافياً وحده لتطبيق حظر الترحيل بموجب المادة 60 في ألمانيا. تُركز المادة على المخاطر المباشرة على الحياة، الحرية، الصحة، أو الظروف الإنسانية غير القانونية. ولكن يمكن أن يُستخدم الوضع الاقتصادي كعامل داعم في حال اقترانه بظروف إنسانية أو صحية أخرى تُصعب العيش بشكل مستحيل على هذا الفرد تحديداً.