هل يعتبر تخصص هندسة الطاقة المتجددة في الأردن خياراً دراسياً جيداً وله مستقبل وظيفي؟ إجابة: نعم، يُعد الأردن من الدول الرائدة إقليمياً في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يخلق فرصاً متجددة في قطاعات التصميم، الصيانة، وتدقيق الطاقة، رغم المنافسة العالية في السوق، شريطة التميز واكتساب المهارات العملية واللغة الإنجليزية.
يواجه قطاع الطاقة في المملكة تطوراً متسارعاً يفرض واقعاً جديداً على الخريجين والطلاب الراغبين في دخول هذا المجال الحيوي. يتطلب النجاح في هذا التخصص فهم الواقع الأكاديمي والعملي بعيداً عن التنظير، حيث تعتبر الجامعات الأردنية بيئة خصبة لتخريج كفاءات هندسية قادرة على مواكبة التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والمستدامة.
أهم الجامعات التي تدرس هندسة الطاقة المتجددة في الأردن
تتميز الجامعات الأردنية بتقديم برامج أكاديمية قوية في مجال هندسة الطاقة المتجددة، حيث تتنافس الجامعات الحكومية والخاصة على استقطاب الطلبة من خلال خطط دراسية محدثة ومختبرات متطورة تحاكي سوق العمل المحلي والإقليمي لضمان جودة المخرجات التعليمية.
فيما يلي قائمة بأبرز الجامعات التي تطرح التخصص:
- الجامعة الأردنية (عمان) – قسم الهندسة الميكانيكية وهندسة الطاقة.
- جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية (إربد) – كلية الهندسة.
- الجامعة الألمانية الأردنية (مادبا) – هندسة الطاقة والبيئة.
- جامعة الحسين التقنية (عمان) – هندسة الطاقة.
- جامعة الطفيلة التقنية (الطفيلة) – هندسة القوى الكهربائية والطاقة المتجددة.
- جامعة آل البيت (المفرق) – هندسة الطاقة المتجددة.
- جامعة الإسراء (خاصة) – هندسة الطاقة المتجددة.
- جامعة الزيتونة الأردنية (خاصة) – هندسة الطاقة المستدامة.
- جامعة الشرق الأوسط (خاصة) – هندسة الطاقة المتجددة.
- جامعة فيلادلفيا (خاصة) – هندسة الطاقة البديلة.
يجب على الطالب التأكد من اعتماد البرنامج الدراسي من قبل هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان الجودة، بالإضافة إلى التحقق من الاعتراف الدولي ببعض البرامج المشتركة التي تقدمها جامعات مثل الألمانية الأردنية والحسين التقنية لزيادة فرصه في التوظيف الخارجي وإكمال الدراسات العليا.
معدلات القبول وشروط الالتحاق بالتخصص
تتفاوت معدلات القبول في تخصص هندسة الطاقة المتجددة بين الجامعات الحكومية والخاصة بناءً على سياسة القبول الموحد ونسبة الطلب السنوي، حيث تتطلب الدراسة في هذا المجال خلفية علمية قوية في الرياضيات والفيزياء لضمان استيعاب المواد الهندسية المعقدة خلال سنوات الدراسة.
أبرز شروط ومعدلات القبول التقريبية:
- الحصول على شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) الفرع العلمي.
- الحد الأدنى لمعدل القبول في الجامعات الحكومية غالباً يتجاوز 80%.
- الحد الأدنى لمعدل القبول في الجامعات الخاصة هو 80% (حسب تعليمات التعليم العالي).
- منافسة عالية على مقاعد البرنامج العادي في الجامعات الكبرى.
- إمكانية القبول في البرنامج الموازي بمعدلات أقل قليلاً من التنافس.
- اجتياز امتحانات مستوى في اللغة الإنجليزية والرياضيات والحاسوب.
- بعض الجامعات التقنية قد تطلب مقابلة شخصية أو امتحان قبول خاص.
يُنصح الطلبة الراغبون في دراسة هذا التخصص بمتابعة إعلانات وحدة تنسيق القبول الموحد بشكل دوري، حيث تتغير الحدود الدنيا للمعدلات في كل فصل دراسي بناءً على أعداد المتقدمين ومعدلات الثانوية العامة لتلك السنة، مما يستدعي التخطيط الجيد واختيار البدائل المناسبة.
طبيعة المواد الدراسية والخطة الأكاديمية
تجمع الخطة الدراسية لهندسة الطاقة المتجددة بين مبادئ الهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربائية، حيث يدرس الطالب كيفية توليد الطاقة، نقلها، وتخزينها، بالإضافة إلى التركيز العميق على مصادر الطاقة البديلة وكيفية استغلالها بكفاءة عالية لخدمة الشبكة الكهربائية والمشاريع المستقلة.
تشمل الخطة الدراسية مواد متنوعة وتطبيقية:
- مقدمة في هندسة الطاقة المتجددة وتاريخها.
- الديناميكا الحرارية وانتقال الحرارة.
- أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية (PV Systems).
- طاقة الرياح وتصميم التوربينات الهوائية.
- إلكترونيات القدرة والآلات الكهربائية.
- أنظمة تخزين الطاقة والبطاريات الحديثة.
- اقتصاديات الطاقة وإدارة المشاريع الهندسية.
- كفاءة الطاقة والتدقيق الطاقي للمباني.
- طاقة الكتلة الحيوية والوقود الحيوي.
- التدريب الميداني الإلزامي في شركات الطاقة.
تعتمد قوة الخريج بشكل أساسي على مدى استيعابه للتطبيقات العملية لهذه المواد، وليس فقط الحفظ النظري، حيث يتطلب سوق العمل مهندسين قادرين على استخدام برمجيات المحاكاة والتصميم مثل PVSyst و AutoCAD لتطبيق ما تعلموه في القاعات الدراسية على أرض الواقع.
مجالات العمل المتاحة لمهندس الطاقة في الأردن
رغم الحديث عن إشباع السوق، لا تزال هناك فرص حقيقية للمهندس المتميز الذي يمتلك مهارات نوعية، حيث يتجه الأردن نحو زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتقليل الفاتورة النفطية، مما يفتح أبواباً في مجالات تقنية وإدارية تتجاوز مجرد تركيب الألواح الشمسية.
قائمة بالمسارات الوظيفية المتاحة:
- مهندس تصميم أنظمة طاقة شمسية (Design Engineer).
- مهندس مبيعات فنية لمعدات الطاقة (Technical Sales).
- مدقق طاقة معتمد للمباني والمنشآت الصناعية.
- مهندس تشغيل وصيانة لمحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
- مراقب جودة في مصانع إنتاج أنظمة الطاقة ومكوناتها.
- باحث في مجال تطوير تقنيات الطاقة والشبكات الذكية.
- مهندس مشاريع في شركات المقاولات الكهربائية.
- العمل في الهيئات الحكومية (وزارة الطاقة، هيئة تنظيم القطاع).
- العمل الحر وتقديم الاستشارات الهندسية للمنازل والمزارع.
- التعليم والتدريب المهني في المعاهد والمراكز المتخصصة.
يعاني الكثير من الخريجين من البطالة بسبب عدم تطوير مهاراتهم بعد التخرج، فالشركات تبحث عن مهندس جاهز للعمل يتقن اللغة الإنجليزية وبرامج التصميم، لذا فإن الحصول على دورات متخصصة وشهادات احترافية مثل CEM يعتبر عاملاً حاسماً في الحصول على وظيفة.
تكاليف الدراسة ورسوم الساعات المعتمدة
تختلف التكاليف الدراسية بشكل كبير بين الجامعات الحكومية والخاصة، وبين البرامج العادية والموازية والدولية، مما يفرض على الطالب وولي الأمر دراسة الجدوى المالية قبل التسجيل، مع الأخذ بعين الاعتبار تكاليف الكتب والمشاريع والمواصلات التي قد تزيد من العبء المالي.
متوسط الرسوم والتكاليف المتوقعة:
- رسوم الساعة في البرنامج العادي (حكومي) تتراوح بين 45-65 دينار.
- رسوم الساعة في البرنامج الموازي (حكومي) تتراوح بين 80-120 دينار.
- رسوم الساعة في الجامعات الخاصة تتراوح بين 90-140 دينار.
- رسوم التسجيل الفصلية تتراوح بين 200-300 دينار.
- تكاليف مشاريع التخرج قد تصل إلى بضع مئات من الدنانير.
- تكلفة الكتب والمراجع الهندسية والأدوات المكتبية.
- رسوم المواصلات والسكن للطلاب المغتربين أو القادمين من محافظات أخرى.
- رسوم الدورات التدريبية الخارجية لتعزيز السيرة الذاتية.
يُنصح الطلاب بالبحث عن المنح الدراسية التي تقدمها وزارة التعليم العالي أو الجهات المانحة، خاصة للمتفوقين، حيث يمكن أن تغطي هذه المنح جزءاً كبيراً أو كاملاً من الرسوم الدراسية، مما يخفف الضغط المالي ويتيح للطالب التركيز على التحصيل العلمي.
التحديات التي تواجه مهندسي الطاقة المتجددة
يجب أن يكون الطالب على دراية تامة بالتحديات الواقعية التي سيواجهها بعد التخرج، فالصورة ليست وردية بالكامل، وهناك عقبات تنظيمية وسوقية تتطلب صبراً ومثابرة، وفهماً عميقاً لقوانين نقابة المهندسين والتشريعات الحكومية الناظمة لقطاع الطاقة في المملكة.
أبرز التحديات والعقبات الحالية:
- حالة الإشباع والركود في التوظيف التقليدي للمهندسين الجدد.
- تقلب التشريعات الحكومية المتعلقة بتركيب أنظمة الطاقة المتجددة.
- المنافسة الشديدة مع تخصصات الهندسة الكهربائية والميكانيكية.
- انخفاض الرواتب الأولية للمهندسين حديثي التخرج في بعض الشركات.
- محدودية المشاريع الكبرى (Mega Projects) مقارنة بالمشاريع الصغيرة.
- الحاجة المستمرة لتحديث المعلومات لمواكبة التطور التكنولوجي السريع.
- متطلبات الخبرة العالية التي تطلبها الشركات الكبرى للتوظيف.
- صعوبة الحصول على تصنيف هندسي في بعض الدول الخارجية.
النجاح في التغلب على هذه التحديات يكمن في التخصص الدقيق داخل المجال، مثل التركيز على الشبكات الذكية أو تخزين الطاقة، والابتعاد عن المجالات التقليدية المزدحمة، بالإضافة إلى بناء شبكة علاقات مهنية قوية خلال فترة الدراسة والتدريب الميداني.
المهارات الضرورية للنجاح والتميز
لا تكفي الشهادة الجامعية وحدها لضمان مستقبل مهني ناجح في هذا المجال التنافسي، حيث يبحث أصحاب العمل عن مجموعة من المهارات التقنية والشخصية التي تميز المهندس المحترف عن غيره، والتي يمكن اكتسابها من خلال الجهد الذاتي والممارسة المستمرة خارج إطار المحاضرات الجامعية.
قائمة المهارات الأساسية المطلوبة:
- إتقان برمجيات التصميم والمحاكاة (AutoCAD, PVsyst, ETAP).
- لغة إنجليزية قوية (قراءة وكتابة ومحادثة) للتواصل التقني.
- مهارات إدارة المشاريع وكتابة التقارير الفنية الدقيقة.
- الفهم العميق للتشريعات والقوانين الأردنية المتعلقة بالطاقة.
- مهارات التواصل والعمل الجماعي والقيادة الميدانية.
- القدرة على تحليل البيانات وحل المشكلات الهندسية المعقدة.
- المعرفة بأساسيات الاقتصاد الهندسي ودراسات الجدوى.
- المرونة والقدرة على العمل في المواقع الميدانية تحت الظروف المختلفة.
يعتبر الاستثمار في تعلم هذه المهارات أثناء سنوات الدراسة استثماراً ذكياً يوفر الكثير من الوقت والجهد بعد التخرج، ويجعل الخريج جاهزاً للانخراط في سوق العمل فوراً دون الحاجة لفترات تدريب طويلة، مما يزيد من جاذبيته للشركات المحلية والدولية.
مستقبل الطاقة المتجددة في الأردن والمنطقة
يتجه الأردن والمنطقة العربية بخطى ثابتة نحو تحول الطاقة، مدفوعاً بالالتزامات البيئية والرغبة في أمن الطاقة، مما يبشر بمستقبل واعد للمهندسين المتخصصين، خاصة مع دخول تقنيات الهيدروجين الأخضر والسيارات الكهربائية إلى المعادلة الاقتصادية بقوة.
مؤشرات وتوقعات المستقبل القريب:
- التوسع في مشاريع الهيدروجين الأخضر وتصديره للأسواق العالمية.
- زيادة الطلب على حلول تخزين الطاقة المتقدمة لضبط الشبكة.
- نمو قطاع السيارات الكهربائية والحاجة لمهندسين لبنية الشحن التحتية.
- تطبيق قوانين كفاءة الطاقة بشكل أكثر صرامة في المباني.
- توجه المصانع الكبرى للاعتماد الذاتي على الطاقة لتقليل الكلف.
- ظهور شركات ناشئة في مجال تكنولوجيا الطاقة والبيئة (Green Tech).
- تكامل الذكاء الاصطناعي مع إدارة شبكات الطاقة المتجددة.
- فرص العمل الإقليمية في دول الخليج (السعودية والإمارات) في مشاريع نيوم وغيرها.
يجب على الطالب أن يوسع نظرته للمستقبل ولا يحصر نفسه في تكنولوجيا الألواح الشمسية فقط، فالمجال يتسع ليشمل كل ما يتعلق بالاستدامة، وإدارة الموارد، والتقنيات الذكية، وهو ما يشكل جوهر الثورة الصناعية القادمة في المنطقة.
خاتمة
تُعد دراسة هندسة الطاقة المتجددة في الأردن استثماراً جيداً لمن يمتلك الشغف والاستعداد للتطوير المستمر، فهي ليست مجرد تخصص دراسي بل بوابة للمشاركة في بناء مستقبل مستدام، شريطة الوعي التام بمتطلبات السوق وتحدياته والعمل الجاد على بناء سيرة ذاتية متميزة.
يتوقف نجاحك في هذا المجال على قدرتك على التكيف مع المتغيرات السريعة، والجمع بين المعرفة النظرية والخبرة العملية، فالسوق الأردني والإقليمي لا يزال متعطشاً للكفاءات الحقيقية التي تقدم حلولاً مبتكرة لمشاكل الطاقة، وليس مجرد حملة شهادات أكاديمية.