تشير بيانات جديدة من وزارة الخارجية الأمريكية إلى انخفاض ملحوظ في عدد تأشيرات الطلاب الدوليين الصادرة في مايو 2025 مقارنة بالعام السابق. هذا الانخفاض يثير قلق الخبراء حول إمكانية تراجع أعداد الطلاب الأجانب الملتحقين بالجامعات الأمريكية في الخريف المقبل.
ما الذي كشفته البيانات الأخيرة؟
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية في مايو 2025 عددًا أقل من تأشيرات F-1 الخاصة بالدراسة الجامعية، حيث انخفض العدد بمقدار 12,689 تأشيرة مقارنة بشهر مايو 2024، أي بنسبة انخفاض بلغت 22%. كما شهدت تأشيرات J-1 الخاصة ببرامج التبادل الثقافي انخفاضًا بنسبة 13%.
تأثير الانخفاض على الطلاب الدوليين
تعتبر تأشيرات F-1 و J-1 مؤشرات مهمة لقياس حجم الطلاب الدوليين القادمين، ولكنها ليست العامل الوحيد. فهناك طلاب يحملون تأشيرات سارية من العام السابق ولا يحتاجون إلى إصدار تأشيرة جديدة إذا لم يغادروا الولايات المتحدة.
أسباب محتملة للانخفاض
عدة عوامل ساهمت في هذا التراجع، منها:
- قرارات سياسية: فرض الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، قيودًا إضافية على الطلاب الدوليين، بما في ذلك إلغاء التأشيرات لبعض الجنسيات.
- تأخير المقابلات القنصلية: توقفت وزارة الخارجية عن إجراء مقابلات التأشيرات مؤقتًا في أواخر مايو لتطبيق سياسات فحص حسابات التواصل الاجتماعي للمتقدمين.
- قيود السفر: فرضت الإدارة الأمريكية حظرًا على دخول مواطني عدة دول، ما أثر سلبًا على أعداد الطلبة من هذه البلدان.
انخفاض الطلب على الدراسة في الولايات المتحدة
أظهرت دراسة لمنصة Study Portal أن اهتمام الطلاب الدوليين بالدراسة في أمريكا انخفض إلى أدنى مستوى منذ جائحة كورونا، حيث بدأ العديد منهم في التوجه نحو دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا.
التأثير على الطلاب من بعض الدول
واجه طلاب من الصين وغانا والهند واليابان والنيجر ونيجيريا صعوبات كبيرة في الحصول على مواعيد مقابلات التأشيرة، ما أدى إلى تأجيل أو إلغاء خططهم الدراسية.
سياسات جديدة قد تزيد الوضع سوءًا
هناك مقترح في مكتب الإدارة والميزانية الأمريكي لتحديد مدة الإقامة للطلاب بتاريخ محدد، بدل نظام “مدة البرنامج” الحالي. هذا التغيير قد يضيف مزيدًا من التعقيدات ويجعل الولايات المتحدة أقل جاذبية للطلاب الدوليين.
تأثير الانخفاض على الجامعات الأمريكية
تتوقع العديد من الجامعات الأمريكية تراجع أعداد الطلاب الدوليين بشكل ملحوظ:
- 40% من الجامعات تتوقع انخفاض أعداد طلاب البكالوريوس الدوليين.
- 49% تتوقع انخفاض أعداد طلاب الدراسات العليا.
- أي انخفاض بنسبة 10% في أعداد الطلاب الدوليين قد يكلف الجامعات الأمريكية نحو 3 مليارات دولار سنويًا، منها 900 مليون دولار خسائر مباشرة في رسوم الدراسة.
كيف يتأثر الطالب العربي بهذا الوضع؟
إذا كنت طالبًا عربيًا تخطط للدراسة في الولايات المتحدة، فقد تواجه:
- صعوبة في الحصول على موعد مقابلة التأشيرة.
- إجراءات فحص أكثر صرامة، خاصة لحسابات التواصل الاجتماعي.
- احتمالية رفض التأشيرة إذا كنت من دولة مشمولة بقيود السفر.
نصائح للتغلب على التحديات
- التقديم المبكر: حاول البدء بإجراءات الفيزا قبل موعد الدراسة بعدة أشهر.
- التحضير الجيد للمقابلة: تأكد من أن جميع أوراقك سليمة وكاملة.
- البحث عن بدائل: ضع في خطتك خيارات دراسة في دول أخرى إذا واجهت عقبات كبيرة.
- متابعة الأخبار: ابقَ على اطلاع على التغييرات في سياسات الهجرة الأمريكية.
الخلاصة
الانخفاض الأخير في إصدار تأشيرات الطلاب الدوليين إلى الولايات المتحدة يسلط الضوء على التحديات المتزايدة أمام الطلاب الأجانب، خصوصًا في ظل الظروف السياسية الحالية. الطلاب العرب الراغبون في الدراسة بأمريكا عليهم الاستعداد لهذه التحديات ووضع خطط بديلة لضمان استمرار مسيرتهم التعليمية.