تُعد جامعة اليرموك واحدة من أهم الصروح العلمية وأكثرها عراقة في المملكة الأردنية الهاشمية. تقع الجامعة في مدينة إربد، ثاني أكبر المدن الأردنية بعد العاصمة عمّان، وتتمتع بموقع استراتيجي يسهل الوصول إليها. منذ تأسيسها في عام 1976 بمرسوم ملكي سامٍ من جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، أخذت جامعة اليرموك على عاتقها مسؤولية رفد الأردن والمنطقة بالكفاءات العلمية المؤهلة، والمساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية والتقدم.
تاريخ جامعة اليرموك وتطورها
تعود جذور تأسيس جامعة اليرموك إلى عام 1976، وهو التاريخ الذي صدر فيه المرسوم الملكي السامي بإنشائها. كانت الرؤية وراء هذا التأسيس واضحة: بناء صرح تعليمي رائد في شمال الأردن يساهم في نشر المعرفة، وتأهيل الكوادر البشرية، وخدمة المجتمع المحلي. بدأت الجامعة مسيرتها بعدد محدود من الكليات والتخصصات، ولكن بفضل الإدارة الحكيمة والتخطيط الاستراتيجي المستمر، شهدت الجامعة نموًا سريعًا ومتسارعًا.
خلال مسيرتها الممتدة لأكثر من أربعة عقود، مرت جامعة اليرموك بمراحل تطور مهمة. في البداية، ركزت الجامعة على بناء بنيتها التحتية وتوفير البرامج الأكاديمية الأساسية. ثم جاءت مرحلة التوسع في الكليات والتخصصات، حيث تم إضافة العديد من الكليات الجديدة لتغطية مختلف ميادين المعرفة. من أبرز المحطات في تاريخ الجامعة هو انفصال بعض الكليات التطبيقية لتشكيل جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، بهدف تمكين جامعة اليرموك من التركيز بشكل أكبر على العلوم البحتة والإنسانية، مع استمرارها في تقديم شهادات البكالوريوس في الهندسة التكنولوجية من خلال كلية الحجاوي للهندسة التطبيقية. ومع عودة الكليات الطبية إليها، مثل كليتي الطب والصيدلة، استعادت الجامعة جزءًا مهمًا من تنوعها الأكاديمي.
الالتزام بالبحث العلمي والتميز
لم يقتصر تطور الجامعة على الجانب الأكاديمي فحسب، بل امتد ليشمل تعزيز مكانتها كمركز للبحث العلمي والابتكار. في عام 2004، استضافت جامعة اليرموك مركز التميز في الخدمات المكتبية للجامعات الأردنية الرسمية. هذا المركز لعب دورًا حيويًا في تنظيم شبكة المكتبات الجامعية الأردنية وتحسين الوصول إلى الموارد المعرفية للطلاب والباحثين في جميع أنحاء المملكة. هذا يعكس التزام الجامعة الراسخ بدعم البنية التحتية المعرفية والبحثية.
تواصل الجامعة سعيها الدائم نحو التطوير والتجديد، ويظهر ذلك جليًا في استحداث برامج أكاديمية نوعية جديدة. على سبيل المثال، ، تم إطلاق برامج بكالوريوس جديدة مثل إدارة سلاسل التوريد والعلوم اللوجستية في كلية الأعمال، والفنون الرقمية في كلية الفنون. هذه الخطوات تعكس حرص الجامعة على مواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة وتخريج كوادر مؤهلة تمتلك المهارات اللازمة لعصر الرقمنة والاقتصاد المعرفي.
يساهم أعضاء هيئة التدريس في جامعة اليرموك بفعالية في المؤتمرات الدولية وينشرون أبحاثهم في مجلات علمية مرموقة، مما يعزز سمعة الجامعة ومكانتها في الأوساط الأكاديمية العالمية. إن هذا التطور المستمر يؤكد دور جامعة اليرموك كصرح تعليمي وبحثي رائد يسعى دائمًا إلى تحقيق أعلى معايير الجودة والتميز.
الهيكل التنظيمي والكليات

هيكل إداري وأكاديمي متكامل
تتمتع جامعة اليرموك بهيكل تنظيمي متكامل وفعال يضمن سير العمليات الأكاديمية والإدارية بسلاسة وكفاءة. يتكون هذا الهيكل من رئاسة الجامعة، ومجالس عليا مثل مجلس الأمناء ومجلس العمداء، بالإضافة إلى الكليات والعمادات والمراكز العلمية والإدارات المختلفة. يهدف هذا التنظيم إلى تحقيق أقصى درجات الفاعلية في تقديم الخدمات التعليمية والإدارية، وتوفير بيئة داعمة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
الكليات المتخصصة والعمادات
تضم جامعة اليرموك حاليًا 15 كلية رئيسية، تغطي مجموعة واسعة من التخصصات العلمية والإنسانية والتطبيقية، مما يوفر للطلاب خيارات تعليمية متعددة تلبي مختلف الميول والقدرات. هذه الكليات هي:
- كلية الآداب
- كلية العلوم
- كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية
- كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
- كلية التربية
- كلية التربية الرياضية
- كلية القانون
- كلية الفنون الجميلة
- كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب
- كلية الآثار والأنثروبولوجيا
- كلية السياحة والفنادق
- كلية الإعلام
- كلية الطب
- كلية الصيدلة
- كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية
بالإضافة إلى الكليات، تضم الجامعة عمادتين رئيسيتين تلعبان دورًا حيويًا في دعم العملية التعليمية والبحثية والحياة الطلابية:
- عمادة شؤون الطلبة: تتولى هذه العمادة مسؤولية توفير كافة الخدمات والأنشطة التي تثري التجربة الجامعية للطلاب. تشمل هذه الخدمات الإرشاد الأكاديمي والنفسي، الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية، والإشراف على الأندية الطلابية، بهدف تنمية شخصية الطالب وتطوير مهاراته الشاملة.
- عمادة البحث العلمي والدراسات العليا: تُعنى هذه العمادة بتشجيع ودعم البحث العلمي المبتكر لأعضاء هيئة التدريس والطلاب. كما تشرف على برامج الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه)، وتنظم المؤتمرات والندوات العلمية، وتسهم في نشر الأبحاث المتميزة، مما يعزز مكانة الجامعة كمركز رائد للبحث العلمي.
المراكز والكراسي العلمية
لتعزيز التخصصات الدقيقة ودعم البحث العلمي التطبيقي، تضم الجامعة 9 مراكز علمية متخصصة و5 كراسي علمية. هذه المراكز والكراسي تعمل على إجراء البحوث المبتكرة، وتنظيم ورش العمل والفعاليات العلمية، والمساهمة في حل المشكلات المجتمعية، وتبادل المعرفة والخبرات على المستويين المحلي والدولي. إن هذا التنوع في الهيكل التنظيمي يعكس التزام جامعة اليرموك بتقديم تعليم شامل وبحث علمي رصين.
البرامج الأكاديمية والتخصصات

تنوع البرامج ومستوياتها
تتميز جامعة اليرموك بتقديمها مجموعة واسعة ومتنوعة من البرامج الأكاديمية التي تغطي مختلف التخصصات العلمية والإنسانية والتطبيقية. تمنح الجامعة درجات علمية معترفًا بها رسميًا على ثلاثة مستويات رئيسية:
- برامج البكالوريوس: تقدم الجامعة أكثر من 65 برنامج بكالوريوس في مختلف الكليات. هذه البرامج مصممة لتزويد الطلاب بالمعرفة الأساسية والمهارات المتخصصة في مجالاتهم المختارة، وإعدادهم لدخول سوق العمل أو متابعة دراساتهم العليا.
- برامج الماجستير: تتيح الجامعة حوالي 67 برنامج ماجستير، مما يوفر للطلاب فرصًا للتعمق في تخصصاتهم وتطوير مهاراتهم البحثية والتحليلية. تركز هذه البرامج على تزويد الطلاب بالمعرفة المتقدمة والمساهمة في إنتاج بحوث أصيلة.
- برامج الدكتوراه: تقدم الجامعة 16 برنامج دكتوراه، وهي موجهة للباحثين الطموحين الذين يسعون لإجراء بحوث متقدمة وتقديم إسهامات أصلية للمعرفة في تخصصاتهم. هذه البرامج تعد قادة المستقبل في الأوساط الأكاديمية والبحثية.
يتبع النظام الدراسي في جامعة اليرموك نظام الساعات المعتمدة، الذي يمنح الطلاب مرونة في اختيار المساقات الدراسية وتصميم خطتهم الأكاديمية بما يتناسب مع اهتماماتهم وقدراتهم. هذا النظام يساهم في إعداد خريجين قادرين على التعلم الذاتي والتكيف مع التطورات المستمرة في مجالات عملهم.
أمثلة على التخصصات المتاحة
تغطي الكليات المختلفة في جامعة اليرموك طيفًا واسعًا من التخصصات، ومن أبرزها:
- العلوم الطبية والصيدلانية: تشمل تخصصات مثل الطب البشري، والصيدلة، حيث تركز على إعداد كوادر صحية مؤهلة لخدمة المجتمع.
- الهندسة والتكنولوجيا: تقدم برامج في الهندسة التكنولوجية، مع التركيز على تطبيقاتها العملية لتلبية احتياجات الصناعة والتنمية.
- العلوم البحتة والتطبيقية: تتضمن تخصصات مثل الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، الأحياء، علوم البيئة، تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، التي تشكل أساسًا للابتكار والبحث العلمي.
- العلوم الإنسانية والاجتماعية: تشمل اللغة العربية وآدابها، اللغة الإنجليزية وآدابها، التاريخ، علم الاجتماع، علم النفس، الفلسفة، العلوم السياسية، الإعلام، الآثار والأنثروبولوجيا، وغيرها، التي تهدف إلى فهم وتطوير المجتمع والثقافة.
- القانون والشريعة: تقدم برامج متخصصة في الدراسات القانونية والشريعة الإسلامية، لإعداد متخصصين في العدالة والإفتاء والعلوم الدينية.
- الفنون الجميلة: تتضمن تخصصات في الفنون التشكيلية والتصميم والفنون الرقمية، لتنمية الإبداع والذوق الفني.
- الاقتصاد والعلوم الإدارية: تشمل الإدارة، الاقتصاد، المحاسبة، التسويق، إدارة سلاسل التوريد والعلوم اللوجستية، لإعداد قادة في عالم الأعمال والاقتصاد.
- التربية والرياضة والسياحة: تقدم برامج في إعداد المعلمين، والعلوم الرياضية، وإدارة الفنادق والسياحة، لتلبية احتياجات قطاعات حيوية في المجتمع.
تهدف هذه البرامج المتنوعة إلى تزويد الطلاب بالمعرفة النظرية والمهارات التطبيقية اللازمة للتميز في مجالاتهم، والمساهمة بفاعلية في بناء مستقبل الأردن والمنطقة.
إجراءات القبول والتسجيل

مسارات القبول للطلبة المستجدين
تعتمد جامعة اليرموك إجراءات قبول منظمة وشفافة لضمان العدالة وتكافؤ الفرص لجميع المتقدمين. تتم عملية القبول للطلبة الأردنيين في مرحلة البكالوريوس بشكل رئيسي من خلال وحدة تنسيق القبول الموحد، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن تنسيق قبول الطلبة في الجامعات الحكومية الأردنية. يتم التقديم عبر الموقع الإلكتروني لوحدة تنسيق القبول الموحد، ويتم اتباع الآلية المحددة هناك.
بالإضافة إلى القبول الموحد، قد توفر الجامعة آليات تقديم مباشرة لبعض التخصصات أو البرامج الخاصة، مثل البرنامج الموازي أو برامج الدراسات العليا. يتم الإعلان عن هذه الآليات وشروطها على الموقع الرسمي لدائرة القبول والتسجيل في جامعة اليرموك.
بالنسبة للطلبة الوافدين (غير الأردنيين)، تتوفر لهم إجراءات قبول خاصة، تتضمن تقديم طلباتهم مباشرة إلى الجامعة أو من خلال مكاتب تنسيق دولية معتمدة، مع مراعاة الشروط والمتطلبات الخاصة بكل جنسية وتخصص. تسعى الجامعة لتسهيل هذه الإجراءات للطلبة الدوليين من خلال توفير إرشادات واضحة ومقاطع فيديو توضيحية لآلية التقديم.
شروط القبول والمعدلات
تختلف شروط القبول ومتطلباته بناءً على التخصص ونوع البرنامج. بشكل عام، يتم قبول الطلبة الأردنيين بناءً على معدلات الثانوية العامة الأردنية، مع تحديد حد أدنى للمعدلات لكل تخصص. على سبيل المثال:
- تخصص الطب: يتطلب معدلاً لا يقل عن 85%.
- تخصصات الصيدلة والهندسة: تتطلب معدلاً لا يقل عن 65%.
- تخصص الشريعة: يتطلب معدلاً لا يقل عن 60%.
- باقي التخصصات: تتفاوت المعدلات المطلوبة وفقًا للتخصصات العلمية والإنسانية والإدارية.
يجب على الطلبة المقبولين استكمال إجراءات التسجيل، والتي قد تشمل دفع الرسوم الجامعية، وتسليم المستندات المطلوبة (مثل شهادة الثانوية العامة الأصلية، صورة عن الهوية أو جواز السفر، صور شخصية)، وحضور امتحانات المستوى في اللغة العربية والإنجليزية ومهارات الحاسوب (إن وجدت).
الرسوم الدراسية والمصروفات
تشمل الرسوم الدراسية في جامعة اليرموك عدة بنود، منها:
- رسوم طلب الالتحاق: عادة ما تكون حوالي 25 دينارًا أردنيًا.
- رسوم القبول: قد تصل إلى 120 دينارًا أردنيًا.
- رسوم التسجيل الفصلية: تكون حوالي 80 دينارًا أردنيًا لكل فصل دراسي.
- سعر الساعة الدراسية المعتمدة: يختلف سعر الساعة المعتمدة باختلاف التخصص ونوع البرنامج (عادي أو موازي أو دولي). على سبيل المثال:
- ساعة الطب: حوالي 100 دينار أردني.
- ساعة الصيدلة والهندسة المدنية: حوالي 60 دينارًا أردنيًا.
- ساعة الشريعة: حوالي 55 دينارًا أردنيًا.
الجدول التالي يوضح بعض الأمثلة على شروط القبول والرسوم التقديرية لبعض التخصصات:
| التخصص | الدرجة العلمية | الحد الأدنى للمعدل (%) | رسوم طلب الالتحاق (دينار أردني) | سعر الساعة الدراسية (دينار أردني) |
|---|---|---|---|---|
| الطب البشري | بكالوريوس | 85 | 25 | 100 |
| الصيدلة | بكالوريوس | 65 | 25 | 60 |
| الهندسة المدنية | بكالوريوس | 65 | 25 | 60 |
| الشريعة والدراسات الإسلامية | بكالوريوس | 60 | 25 | 55 |
يُنصح دائمًا بزيارة الموقع الرسمي لدائرة القبول والتسجيل في جامعة اليرموك للحصول على أحدث المعلومات وأكثرها دقة حول الرسوم وإجراءات القبول، حيث تخضع هذه التفاصيل للتحديثات الدورية.
الحياة الجامعية والخدمات الطلابية

بيئة جامعية متكاملة ومحفزة
تولي جامعة اليرموك اهتمامًا كبيرًا بتوفير بيئة جامعية غنية ومحفزة لطلابها، تتجاوز مجرد الجانب الأكاديمي. تسعى الجامعة لخلق تجربة طلابية شاملة تساهم في النمو الشخصي، الاجتماعي، والثقافي للطلاب. يضم الحرم الجامعي مجموعة واسعة من المرافق والخدمات التي تلبي احتياجات الطلاب المتنوعة، وتضمن لهم الراحة والدعم اللازمين لتحقيق أقصى استفادة من فترة دراستهم الجامعية.
المرافق الأكاديمية والبحثية
- مكتبة الحسين بن طلال: تُعد مكتبة جامعة اليرموك من أكبر المكتبات الجامعية في الأردن، وتعتبر كنزًا معرفيًا يضم آلاف الكتب والمراجع والمجلات العلمية في مختلف التخصصات. توفر المكتبة بيئة مثالية للدراسة والبحث، وتضم قاعات للمطالعة، ومختبرات حاسوب، وخدمات إلكترونية للوصول إلى قواعد البيانات العالمية.
- المختبرات والورش: تتوافر في جميع الكليات مختبرات حديثة وورش مجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة، مما يتيح للطلاب تطبيق المعارف النظرية وتطوير مهاراتهم العملية في بيئة محاكاة واقعية.
- المتاحف والمراكز العلمية: تضم الجامعة ثلاثة متاحف داخل الحرم الجامعي، تعرض تراثًا ثقافيًا وعلميًا غنيًا. كما أن وجود المراكز العلمية المتخصصة يدعم الأنشطة البحثية ويوفر فرصًا للطلاب للمشاركة في المشاريع البحثية.
الخدمات الطلابية والدعم
- الإرشاد الأكاديمي والنفسي: تقدم الجامعة خدمات إرشاد أكاديمي لمساعدة الطلاب في اختيار تخصصاتهم، وتخطيط مساراتهم الدراسية، والتغلب على التحديات الأكاديمية. كما توفر خدمات إرشاد نفسي لمساعدة الطلاب على التعامل مع الضغوطات والتحديات الشخصية، مما يضمن لهم بيئة دراسية داعمة.
- السكن الطلابي: توفر الجامعة سكنًا جامعيًا للطلاب والطالبات بأسعار مناسبة، مما يوفر بيئة آمنة ومريحة للطلاب القادمين من خارج إربد. يتوفر السكن بأسعار تبدأ من حوالي 15 دينارًا أردنيًا لليلة الواحدة أو حوالي 250 دينارًا شهريًا.
- الخدمات الصحية: تضم الجامعة عيادة طبية داخل الحرم الجامعي تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين.
- الخدمات التقنية: تحرص الجامعة على توفير بنية تحتية تقنية متطورة، بما في ذلك شبكة إنترنت لاسلكية واسعة النطاق في جميع أنحاء الحرم الجامعي، ومختبرات حاسوب مجهزة، وأنظمة إلكترونية تسهل عمليات التسجيل، والوصول إلى المحاضرات والموارد التعليمية.
- خدمات التوظيف والإرشاد المهني: تعمل الجامعة على ربط طلابها بسوق العمل من خلال برامج توجيه وظيفي، وورش عمل لتطوير المهارات، وعقد لقاءات مع ممثلي الشركات والمؤسسات، مما يساعد الخريجين على إيجاد فرص عمل مناسبة.
الأنشطة اللامنهجية
- المجمع الرياضي: تمتلك الجامعة مجمعًا رياضيًا متكاملًا يضم ملاعب وصالات رياضية مجهزة، لدعم الأنشطة الرياضية واللياقة البدنية للطلاب، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة.
- النوادي الطلابية والأنشطة الثقافية: تشجع الجامعة على تشكيل النوادي الطلابية في مختلف التخصصات والاهتمامات، وتنظم فعاليات ثقافية وفنية ورياضية واجتماعية على مدار العام. هذه الأنشطة تساهم في صقل شخصية الطالب، وتنمية مهاراته القيادية، وتعزيز روح العمل الجماعي، وتوفير متنفس ترفيهي وثقافي.
- العمل التطوعي وخدمة المجتمع: تحفز الجامعة طلابها على المشاركة في الأنشطة التطوعية وخدمة المجتمع المحلي، من خلال تنظيم حملات توعية، ومبادرات خيرية، ومشاريع تخدم البيئة والمجتمع.
إن هذه البيئة الجامعية الشاملة تضمن للطلاب ليس فقط الحصول على تعليم أكاديمي متميز، بل أيضًا النمو الشخصي والاجتماعي، واكتساب الخبرات اللازمة لمواجهة تحديات الحياة بعد التخرج.
البحث العلمي والابتكار
محور الابتكار وتطوير المعرفة
تضع جامعة اليرموك البحث العلمي والابتكار في صميم أولوياتها واستراتيجياتها. تعتبر عمادة البحث العلمي والدراسات العليا المحور الأساسي الذي يدعم ويشجع أعضاء هيئة التدريس والطلاب على الانخراط في بحوث علمية ذات جودة عالية وذات صلة باحتياجات المجتمع والتنمية الوطنية. تسعى الجامعة إلى أن تكون مركزًا رائدًا في إنتاج المعرفة ونشرها، وتقديم حلول مبتكرة للتحديات المختلفة.
دعم وتمويل البحث
توفر الجامعة آليات متعددة لدعم وتمويل المشاريع البحثية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب. يشمل ذلك:
- منح البحث العلمي الداخلية: تخصص الجامعة ميزانيات لدعم المشاريع البحثية المتميزة التي يقترحها الباحثون من داخل الجامعة، وتشجع على البحوث التطبيقية التي تخدم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
- المراكز البحثية المتخصصة: تمتلك الجامعة 9 مراكز علمية متخصصة، تركز على مجالات بحثية حيوية مثل المياه والبيئة، الطاقة، التكنولوجيا الحيوية، الدراسات الأثرية، وغيرها. هذه المراكز توفر البنية التحتية والموارد اللازمة لإجراء البحوث المتطورة.
- الكراسي العلمية: تساهم الـ 5 كراسي علمية في تعزيز مجالات بحثية دقيقة وتخصصية، وتستقطب كفاءات علمية لإجراء بحوث متقدمة ونقل المعرفة.
نشر المعرفة وتعزيز الشراكات
تشجع الجامعة على نشر نتائج البحوث العلمية في المجلات والدوريات العلمية المحكمة ذات السمعة العالمية. كما تدعم مشاركة أعضاء هيئة التدريس والطلاب في المؤتمرات والندوات العلمية المحلية والدولية لتبادل الخبرات وعرض أحدث النتائج البحثية. وتساهم الجامعة في تنظيم مؤتمرات وورش عمل دولية لاستقطاب الباحثين والعلماء من جميع أنحاء العالم.
تولي جامعة اليرموك اهتمامًا كبيرًا ببناء الشراكات البحثية مع المؤسسات الأكاديمية والصناعية والحكومية على المستويين المحلي والدولي. تهدف هذه الشراكات إلى تعزيز التعاون في المشاريع البحثية المشتركة، وتبادل الخبرات، ونقل التكنولوجيا، والمساهمة في حل التحديات الوطنية والإقليمية. على سبيل المثال، يساهم مركز التميز في الخدمات المكتبية للجامعات الأردنية الرسمية، الذي تستضيفه الجامعة، في تعزيز التعاون بين الجامعات الأردنية في مجال إدارة المعرفة والموارد المكتبية.
تشجيع الابتكار وريادة الأعمال
لا يقتصر دور الجامعة على البحث الأكاديمي، بل يمتد ليشمل تشجيع الابتكار وريادة الأعمال بين طلابها. من خلال تنظيم المسابقات العلمية مثل مسابقة “أطروحة في 5 دقائق” (5MT) لطلبة الدراسات العليا، تحفز الجامعة الطلاب على عرض أبحاثهم بطرق مبتكرة ومبسطة. كما تسعى الجامعة لتوفير بيئة حاضنة للمشاريع الطلابية المبتكرة، ودعم الأفكار الريادية التي يمكن أن تتحول إلى شركات ناشئة تساهم في التنمية الاقتصادية. هذا التركيز على الابتكار وريادة الأعمال يعكس التزام الجامعة بإعداد خريجين ليسوا فقط مستهلكين للمعرفة، بل منتجين ومبدعين.
آفاق المستقبل والطموحات
رؤية استراتيجية نحو الريادة العالمية
تتطلع جامعة اليرموك إلى المستقبل برؤية طموحة، تسعى من خلالها إلى تعزيز مكانتها كصرح تعليمي وبحثي رائد على المستويين الإقليمي والدولي. ترتكز الخطط الاستراتيجية للجامعة على عدة محاور رئيسية تهدف إلى تحقيق التميز الأكاديمي، وتعميق الأثر البحثي، وتعزيز خدمة المجتمع، ومواكبة التغيرات العالمية.
من أبرز هذه المحاور تطوير وتحديث المناهج الدراسية باستمرار لتلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة، واستحداث برامج أكاديمية نوعية تلبي احتياجات العصر الرقمي واقتصاد المعرفة. هذا يشمل التركيز على التخصصات البينية التي تجمع بين عدة فروع من المعرفة، وإدراج مهارات المستقبل مثل التفكير النقدي، حل المشكلات، الإبداع، والذكاء الاصطناعي في جميع البرامج.
تطوير البنية التحتية والتحول الرقمي
تخطط الجامعة لتطوير وتحديث بنيتها التحتية لتواكب أحدث المعايير العالمية. يشمل ذلك بناء مرافق تعليمية وبحثية حديثة، وتجهيز المختبرات بأحدث الأجهزة والتقنيات. كما تركز الجامعة على التحول الرقمي الشامل في جميع عملياتها الأكاديمية والإدارية، من خلال استخدام أنظمة معلومات متطورة، وتوفير بيئة تعليم إلكتروني تفاعلية، ورقمنة الخدمات الطلابية لتسهيل الوصول إليها.
تعتبر الجامعة أن الاستثمار في التكنولوجيا والتحول الرقمي ليس رفاهية، بل ضرورة حتمية لضمان جودة التعليم وفاعلية البحث العلمي، ولإعداد جيل من الخريجين متمكن في استخدام الأدوات الرقمية في حياته المهنية.
تعزيز التعاون الدولي واستقطاب الكفاءات
تولي جامعة اليرموك أهمية قصوى لتعزيز التعاون والشراكات الدولية مع الجامعات والمؤسسات البحثية المرموقة حول العالم. تهدف هذه الشراكات إلى تبادل الخبرات، وإجراء البحوث المشتركة، وتنظيم برامج التبادل الطلابي والأكاديمي. هذه الخطوات تسهم في إثراء التجربة التعليمية للطلاب، وتطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس، ورفع مستوى البحث العلمي في الجامعة.
كما تسعى الجامعة لاستقطاب المزيد من الكفاءات الأكاديمية والبحثية من داخل الأردن وخارجه، وتوفير بيئة جاذبة لهم تتيح لهم تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمساهمة بفاعلية في رسالة الجامعة. هذا يشمل توفير حوافز للباحثين، ودعم مشاريعهم العلمية، وتوفير البنية التحتية اللازمة لإجراء البحوث المبتكرة.
المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة
ستواصل جامعة اليرموك تعزيز دورها كشريك فاعل في خدمة المجتمع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الأردن. من خلال برامج خدمة المجتمع، والبحوث التطبيقية التي تعالج تحديات محلية، ومبادرات العمل التطوعي، تسعى الجامعة إلى إحداث تأثير إيجابي ومستدام في حياة الأفراد والمجتمعات. هذا يتضمن التركيز على القضايا البيئية، الاجتماعية، والاقتصادية، وإعداد خريجين ليسوا فقط أكفاء في تخصصاتهم، بل أيضًا ملتزمين بمسؤوليتهم تجاه مجتمعاتهم.
إن هذه الآفاق المستقبلية تعكس التزام جامعة اليرموك بالجودة والتميز والابتكار، وتؤكد سعيها الدائم لتكون في طليعة مؤسسات التعليم العالي، ومساهمًا رئيسيًا في بناء مستقبل مشرق للأردن والمنطقة.
الخريجون وفرص العمل
إعداد الكفاءات لسوق العمل
تضع جامعة اليرموك في مقدمة أهدافها إعداد خريجين مؤهلين تأهيلاً عالياً، قادرين على المنافسة بفعالية في سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي. لا يقتصر دور الجامعة على تزويد الطلاب بالمعرفة الأكاديمية فحسب، بل يمتد ليشمل تطوير مهاراتهم العملية، ومهارات التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتواصل، والقيادة، التي تعد ضرورية للنجاح في أي مجال مهني. يتم تصميم المناهج الدراسية وتحديثها باستمرار لتتواكب مع أحدث المتطلبات والتغيرات في سوق العمل، بالتشاور مع أصحاب العمل والخبراء في مختلف القطاعات.
خدمات التوجيه المهني والدعم
توفر الجامعة لطلابها وخريجيها مجموعة من الخدمات الهادفة إلى تعزيز فرصهم في الحصول على عمل وتطوير مساراتهم المهنية. تشمل هذه الخدمات:
- وحدات التوجيه المهني: تعمل هذه الوحدات على تقديم الإرشاد الفردي والجماعي للطلاب حول الخيارات المهنية المتاحة، وكيفية تحديد الأهداف المهنية، وكتابة السيرة الذاتية الفعالة، والتحضير للمقابلات الشخصية.
- ورش العمل التدريبية: تنظم الجامعة ورش عمل ودورات تدريبية مكثفة لتعزيز المهارات العملية المطلوبة في سوق العمل، مثل مهارات الحاسوب، واللغات، ومهارات الاتصال، وريادة الأعمال، وغيرها.
- أيام الفرص الوظيفية: تنظم الجامعة بشكل دوري أيامًا للتوظيف يشارك فيها عدد كبير من الشركات والمؤسسات من القطاعين العام والخاص، مما يوفر فرصة للخريجين للقاء أصحاب العمل وتقديم طلبات التوظيف وعقد المقابلات.
- ربط الطلاب بسوق العمل: تسعى الجامعة إلى بناء علاقات قوية مع الشركات والمؤسسات الرائدة لتوفير فرص تدريب للطلاب أثناء الدراسة، مما يمنحهم خبرة عملية قيمة ويسهل عليهم الانتقال إلى سوق العمل بعد التخرج.
- متابعة الخريجين: تهتم الجامعة بمتابعة مسارات خريجيها المهنية، وتقوم بإجراء دراسات دورية لتتبع مدى توظيفهم ورضاهم عن جودة التعليم الذي تلقوه. كما تسعى إلى بناء شبكة قوية من الخريجين لدعم بعضهم البعض وتبادل الخبرات.
قصص نجاح وإسهامات مجتمعية
فخر جامعة اليرموك يكمن في إنجازات خريجيها الذين يشغلون مناصب قيادية في مختلف القطاعات داخل الأردن وخارجه. يساهم خريجو الجامعة بفاعلية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، في مجالات الطب، الهندسة، التعليم، الإعلام، الفنون، الأعمال، وغيرها. هذا النجاح يعكس جودة التعليم الذي تقدمه الجامعة، والتزامها بتخريج أفراد ليسوا فقط أكفاء في تخصصاتهم، بل أيضًا مواطنين صالحين ومساهمين إيجابيين في مجتمعاتهم.
تسعى الجامعة باستمرار إلى تعزيز هذه الروابط بين التعليم وسوق العمل، لضمان أن خريجيها يكونون دائمًا في طليعة القوى العاملة المؤهلة، وجاهزين لمواجهة تحديات المستقبل والمساهمة في بناء أردن مزدهر.
الخاتمة
في الختام، تجسد جامعة اليرموك نموذجًا فريدًا للتميز في التعليم العالي والبحث العلمي وخدمة المجتمع في الأردن والمنطقة. منذ تأسيسها في عام 1976، لم تتوقف الجامعة عن التطور والنمو، لتصبح اليوم صرحًا أكاديميًا شامخًا يضم 15 كلية، ويقدم مجموعة واسعة من برامج البكالوريوس والدراسات العليا التي تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة وتواكب أحدث التطورات العلمية.
إن التزام الجامعة بالجودة في التعليم، ودعمها المتواصل للبحث العلمي والابتكار من خلال المراكز والكراسي العلمية المتخصصة، يعكس رؤيتها الطموحة في إنتاج المعرفة وتقديم الحلول لمختلف التحديات. كما أن تركيزها على توفير بيئة جامعية متكاملة وداعمة للطلاب، من خلال المرافق الحديثة والخدمات الشاملة، يضمن لهم تجربة تعليمية ثرية تسهم في نموهم الأكاديمي والشخصي.
تستمر جامعة اليرموك في بناء شراكات قوية على المستويين المحلي والدولي، وتسعى باستمرار إلى استقطاب الكفاءات العلمية وتطوير بنيتها التحتية، وكل ذلك بهدف تعزيز مكانتها كمركز إشعاع علمي وثقافي. إن مساهماتها المتواصلة في تخريج كوادر مؤهلة، وخدمة المجتمع، ودفع عجلة التنمية، تجعلها ركيزة أساسية في بناء مستقبل الأردن المشرق.
جامعة اليرموك ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي منارة للمعرفة والإبداع، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومحفز للتغيير الإيجابي في المجتمع، وهي مستمرة في مسيرتها نحو تحقيق المزيد من الإنجازات والريادة في المشهد الأكاديمي العالمي.