الهجرة إلى إستونيا أصبحت خيارًا يثير اهتمام عدد متزايد من الشباب العربي، خاصة مع تطور هذا البلد الأوروبي الصغير وتحوله إلى نموذج متقدم في التكنولوجيا والابتكار. توفر إستونيا بيئة معيشية هادئة، وفرصًا جيدة للعمل والتعليم، إضافة إلى نظام رقمي متطور يُسهّل حياة المقيمين فيها. في هذا المقال، سنتعرف سويًا على كل ما يتعلق بالهجرة إلى إستونيا، من الشروط والأنواع إلى التكاليف والفرص المتاحة.

الهجرة إلى إستونيا عبر العمل

واحدة من أكثر الطرق شيوعًا للهجرة إلى إستونيا هي الحصول على عقد عمل. تشجع الحكومة الإستونية استقبال الكفاءات من الخارج لسد النقص في بعض القطاعات مثل تكنولوجيا المعلومات، التمريض، البناء، والصناعات الهندسية.

للهجرة عبر العمل، يجب أولًا الحصول على عرض عمل من شركة مسجلة في إستونيا. بعدها، يمكن التقديم على تأشيرة إقامة طويلة تسمح لك بالعيش والعمل في البلد. تتراوح مدة المعاملة ما بين شهر إلى شهرين في العادة.

أهم الشروط:

تمنحك هذه الطريقة فرصة للحصول لاحقًا على الإقامة الدائمة بعد خمس سنوات من الإقامة المستمرة.

الهجرة إلى إستونيا للدراسة

يختار العديد من الشباب الدراسة في إستونيا بهدف الحصول على شهادة معترف بها أوروبياً، وفي نفس الوقت فتح باب الهجرة المستقبلية. تقدم الجامعات الإستونية برامج دراسية باللغة الإنجليزية في مجالات متعددة مثل تقنية المعلومات، إدارة الأعمال، الطب، والهندسة.

خطوات التقديم:

  1. اختيار البرنامج الدراسي والجامعة المناسبة.
  2. تقديم الطلب عبر الموقع الرسمي للجامعة.
  3. اجتياز المقابلة أو الامتحان (إن وجد).
  4. دفع الرسوم الدراسية (تتراوح عادة بين 2500 إلى 6000 يورو سنويًا).
  5. التقديم للحصول على تأشيرة الطالب.

الطلاب الأجانب يمكنهم العمل بدوام جزئي أثناء الدراسة، والعمل بدوام كامل في الإجازات الصيفية. وبعد التخرج، يمكن التقديم على تأشيرة البحث عن عمل لمدة 9 أشهر، ثم تحويلها إلى إقامة عمل.

الإقامة الرقمية في إستونيا (Digital Nomad Visa)

إستونيا من أوائل الدول التي قدمت برنامج الإقامة الرقمية للموظفين عن بعد. هذا الخيار مناسب للعاملين الحرين أو من يعملون لصالح شركات خارج إستونيا.

الشروط:

هذه الإقامة صالحة لمدة سنة، ويمكن تجديدها في حال استمرار الشروط. لكنها لا تؤدي مباشرة إلى الإقامة الدائمة أو الجنسية.

اللجوء في إستونيا

اللجوء ليس الطريق المثالي للهجرة إلى إستونيا، لكنه يبقى خيارًا لبعض الحالات الإنسانية. يتم تقديم طلب اللجوء فور دخول الأراضي الإستونية أو في أحد مراكز الحدود.

الأسباب المقبولة:

العملية تستغرق عدة أشهر، وخلالها يحصل المتقدم على سكن ومصروف شهري محدود. في حال قبول الطلب، يحصل الشخص على إقامة مؤقتة قابلة للتجديد.

إجراءات لمّ الشمل في إستونيا

من لديه أفراد عائلة مقيمين قانونيًا في إستونيا، يمكنه التقديم على لمّ الشمل. هذا ينطبق على الزوج أو الزوجة، الأبناء، أو الآباء في بعض الحالات.

المستندات المطلوبة:

مدة المعالجة تتراوح بين شهرين إلى أربعة أشهر. وبعد الموافقة، يتم إصدار إقامة مؤقتة.

تكاليف المعيشة في إستونيا

إستونيا تُعتبر من الدول الأوروبية ذات التكاليف المتوسطة إلى المنخفضة مقارنة بدول أوروبا الغربية. هذا يجعلها خيارًا جيدًا للطلاب والمهاجرين من أصحاب الدخل المحدود.

متوسط التكاليف الشهرية:

بالتالي، يمكن للشخص الواحد العيش براحة بميزانية تتراوح بين 500 إلى 800 يورو شهريًا.

فرص العمل في إستونيا

رغم صغر حجم سوق العمل، إلا أن هناك فرص جيدة في مجالات معينة، خاصة تقنية المعلومات، والخدمات، والتعليم، والسياحة.

أهم الوظائف المطلوبة:

الرواتب تختلف حسب المجال والخبرة، لكنها في المتوسط تتراوح بين 1000 إلى 1800 يورو شهريًا.

متطلبات اللغة للهجرة إلى إستونيا

اللغة الإستونية هي اللغة الرسمية، لكنها تُعتبر صعبة نوعًا ما. رغم ذلك، تُستخدم اللغة الإنجليزية بشكل واسع في الجامعات والشركات، خاصة في قطاع التكنولوجيا.

لذلك، لا يشترط إتقان اللغة الإستونية من البداية، لكن يُنصح بتعلمها لاحقًا لتسهيل الاندماج في المجتمع.

أهم النصائح لتعلم اللغة:

الجنسية الإستونية والإقامة الدائمة

بعد الإقامة لمدة 5 سنوات بشكل قانوني ومتواصل، يمكن التقديم على الإقامة الدائمة في إستونيا. هذه الإقامة تعطيك حقوق شبه كاملة ما عدا حق التصويت في الانتخابات الوطنية.

أما الجنسية، فيمكن التقديم عليها بعد 8 سنوات من الإقامة، منها 5 سنوات بإقامة دائمة.

شروط الجنسية:

مزايا الحصول على الجنسية:

كلمة أخيرة

الهجرة إلى إستونيا فرصة حقيقية لكل من يبحث عن بداية جديدة في بيئة آمنة وحديثة. سواء كنت تسعى للعمل، أو الدراسة، أو حتى العيش بهدوء بعيدًا عن صخب المدن الكبرى، فإن إستونيا توفر لك كل ذلك بشروط واضحة وإجراءات غير معقدة. من المهم التخطيط الجيد، وتجهيز الوثائق، والتعرف على الخيارات المتاحة قبل اتخاذ القرار. النجاح في الهجرة يبدأ من المعلومة الدقيقة، والخطوة الأولى المدروسة.