يبحث الكثير من الأشخاص حول العالم عن فرص للجوء في دول توفر لهم الأمان والاستقرار وفرص الحياة الكريمة، وتُعد إستونيا واحدة من الدول التي أصبحت تجذب بعض طالبي اللجوء نظرًا لموقعها الأوروبي ونظامها الاجتماعي والقانوني المتقدم. في هذا المقال، سنتعرف على كل ما يخص اللجوء في إستونيا، من الإجراءات والمتطلبات إلى الحقوق والواجبات.

لمحة عن إستونيا كدولة لجوء

إستونيا هي إحدى دول البلطيق وتقع في شمال أوروبا، وتحدها روسيا من الشرق ولاتفيا من الجنوب، بينما تطل على بحر البلطيق من الغرب والشمال. وهي عضو في الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشنغن، مما يمنحها نظامًا قانونيًا موحدًا نسبيًا مع بقية دول الاتحاد الأوروبي فيما يخص طلبات اللجوء.

رغم أن إستونيا ليست من الوجهات الأولى لطالبي اللجوء مقارنة بدول مثل ألمانيا أو السويد، فإنها تقدم نظامًا لجوء رسميًا يُدار من قبل الشرطة ومجلس حرس الحدود بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية. عدد طالبي اللجوء فيها قليل نسبيًا، وهو ما قد يشكل ميزة من حيث سرعة الإجراءات.

من يحق له التقديم على اللجوء في إستونيا؟

يمكن لأي شخص يتواجد داخل الأراضي الإستونية أو عند حدودها التقدم بطلب لجوء إذا كان:

الشرط الأساسي هو أن يكون المتقدم موجودًا داخل إستونيا أو على حدودها عند تقديم الطلب.

إجراءات تقديم طلب اللجوء في إستونيا

تمر عملية تقديم اللجوء في إستونيا بعدة مراحل رسمية تبدأ من لحظة طلب الحماية حتى إصدار القرار:

  1. تقديم الطلب: يتم التقديم عند نقاط الحدود أو داخل البلاد مباشرة إلى الشرطة وحرس الحدود.
  2. تسجيل الطلب: يُسجل الطلب رسميًا خلال ثلاثة أيام من التقديم، مع أخذ البصمات والصور الشخصية.
  3. المقابلة الأولى: تُجرى مقابلة مبدئية للتعرف على هوية الشخص وأسباب اللجوء.
  4. الإقامة المؤقتة: يحصل المتقدم على إقامة مؤقتة خلال فترة معالجة الطلب.
  5. التحقيق والدراسة: تُراجع السلطات طلب اللجوء وتقوم بالتحقق من الوثائق والمعلومات.
  6. القرار: يُتخذ القرار بمنح الحماية أو الرفض خلال 6 أشهر كحد أقصى.

أنواع الحماية التي تمنحها إستونيا لطالبي اللجوء

تمنح إستونيا نوعين رئيسيين من الحماية:

في كلا الحالتين، يحصل الشخص على إقامة مؤقتة قابلة للتجديد، ويمكن أن تتطور إلى إقامة دائمة لاحقًا.

حقوق طالب اللجوء خلال فترة الانتظار

خلال فترة انتظار قرار اللجوء، يتمتع المتقدم بعدة حقوق أساسية:

لكن لا يُسمح له بالعمل خلال الأشهر الستة الأولى من تقديم الطلب.

مراكز استقبال طالبي اللجوء في إستونيا

يوجد في إستونيا مركز استقبال رئيسي لطالبي اللجوء يقع في منطقة فاغا بالقرب من العاصمة تالين. يقدم هذا المركز:

بعد قبول الطلب، يمكن نقل الشخص إلى سكن خاص بمساعدة الحكومة أو الجمعيات المختصة.

التحديات التي قد تواجه طالبي اللجوء في إستونيا

رغم أن النظام القانوني منظّم، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تواجه طالبي اللجوء:

هذه العوامل قد تؤثر على قدرة الشخص على الاندماج بسرعة في المجتمع.

بعد قبول اللجوء: ماذا يحصل؟

عند قبول طلب اللجوء، يحصل الشخص على:

كما يمكن التقديم لاحقًا على لمّ شمل العائلة ضمن شروط محددة.

الاندماج في المجتمع الإستوني

تشجع الحكومة الإستونية اللاجئين على الاندماج في المجتمع عبر برامج رسمية، منها:

لكن على اللاجئ أن يكون نشطًا ويبحث بنفسه عن الفرص المتاحة، فالدولة لا تقوم بكل شيء تلقائيًا.

إمكانية التقديم على اللجوء في إستونيا من الخارج

لا يمكن التقديم على اللجوء في إستونيا من خارج البلاد مباشرة، حيث يُشترط التواجد داخل الأراضي الإستونية أو على الحدود. لكن يمكن لبعض الأشخاص التقديم عبر برامج إعادة التوطين بالتعاون مع منظمات دولية في حالات خاصة.

فرص العمل والتعليم بعد الحصول على اللجوء

بعد قبول طلب اللجوء، يمكن للشخص العمل أو الدراسة بشكل قانوني:

لكن المنافسة في سوق العمل قد تكون صعبة بسبب اللغة ومتطلبات الكفاءة.

هل يمكن رفض طلب اللجوء في إستونيا؟

نعم، يمكن رفض طلب اللجوء في الحالات التالية:

في حال الرفض، يحق للمتقدم الاستئناف خلال 10 أيام أمام المحكمة الإدارية، وإذا تم الرفض مجددًا، قد يُطلب منه مغادرة البلاد طوعًا أو يُرحّل قسريًا.

مقارنة بين إستونيا ودول أوروبية أخرى في مجال اللجوء

الدولةمدة دراسة الطلبمستوى المساعداتفرص العملاللغة
إستونياحتى 6 أشهرمحدودةمتوسطةصعبة
ألمانيا6-12 شهرًاجيدةعاليةأسهل
السويد6-9 أشهرممتازةعاليةمتوسطة
فرنسا6-10 أشهرجيدةمتوسطةأسهل

كما نلاحظ، إستونيا توفر نظامًا منظمًا لكن بموارد محدودة مقارنة بالدول الكبرى.

الكلمات الأخيرة

اللجوء في إستونيا قد يكون خيارًا جيدًا لبعض الأشخاص الذين يبحثون عن بيئة آمنة ومنظمة، خصوصًا إذا كانوا يفضلون الدول الهادئة والصغيرة. ورغم وجود بعض التحديات، فإن الحصول على اللجوء في هذه الدولة يفتح الباب لحياة جديدة بإمكانات مقبولة وفرص مستقبلية. المهم هو أن يكون الشخص صادقًا في طلبه، ومستعدًا للتأقلم مع ثقافة جديدة، وأن يتحلى بالصبر والعزيمة خلال فترة الانتقال.