علم الفقه هو فرع من فروع العلوم الإسلامية يتعامل مع دراسة الشريعة الإسلامية وتطبيقها على الأحكام والقوانين التي تحكم حياة المسلمين. يُعرف أيضًا باسم “الفقه الإسلامي”، ويعتبر من أهم العلوم التي تسهم في تحديد الأحكام الشرعية المتعلقة بالأفعال والسلوكيات البشرية، سواء كانت فرادية أو اجتماعية.

يعتمد علم الفقه على المصادر الرئيسية للشريعة الإسلامية، وهي:

  1. القرآن الكريم: الذي يحتوي على توجيهات الله وأحكامه.
  2. السنة النبوية: هي سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأقواله وأفعاله وتصرفاته التي يعتبرها المسلمون مصدرًا ثانويًا للتشريع الإسلامي.
  3. الإجماع: الاتفاق بين علماء المسلمين في قضية معينة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  4. القياس: تطبيق أحكام مشابهة من القرآن أو السنة على حالات مشابهة لا توجد أحكام مباشرة فيها.

تهدف دراسة علم الفقه إلى فهم واستنباط الأحكام الشرعية المناسبة للمواقف والتحديات الحديثة التي يواجهها المسلمون في حياتهم اليومية. يقوم علماء الفقه بالاعتماد على المنهجية والقواعد الفقهية للوصول إلى أفضل فهم وتطبيق للشريعة في مختلف المجالات، مثل العبادات، العقائد، الأحوال الشخصية، والمعاملات المالية والاجتماعية.

قد تختلف الاجتهادات والرؤى في علم الفقه بين المدارس الفقهية المختلفة التي تأتي من تراث معين، مثل المذاهب الفقهية الأربعة السنية (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنبلية) والمذهب الشيعي.

من هو الفقيه؟

الفقيه هو العالِم الذي يتخصص في دراسة علم الفقه وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على مختلف المسائل والمواقف التي يواجهها المسلمون في حياتهم. يُعرف الفقيه أيضًا بالمُجتهِد، وهو الشخص الذي يُجيد الاجتهاد في استنباط الأحكام الشرعية من المصادر الأساسية للشريعة، مثل القرآن الكريم والسنة النبوية وغيرها من المصادر المعتبرة.

الفقيه يحتاج إلى معرفة عميقة بالنصوص الشرعية وعلومها، وكذلك فهم متقن للغة العربية التي هي لغة القرآن والسنة، حيث يقوم بتفسير ودراسة النصوص وتطبيقها على مختلف الظروف والأحوال. تُعتبر مهارات الفقهاء في فهم النصوص وتحليلها وتطبيقها بمرونة واحترافية أمرًا بالغ الأهمية لاستيفاء حاجات المجتمع المسلم وتوجيههم في مختلف جوانب الحياة.

يعد الفقهاء أهم الشخصيات في تحقيق العدل والمساواة بين الناس، وتوجيههم للسلوك الصواب وفقًا للقوانين الشرعية. كما يُعتبر الفقهاء مرجعًا هامًا للمسلمين في الاستشارات الشرعية وحل المشكلات والتحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية.

الفقه في اللغة

كلمة “فقه” هي اسم مصدر مشتق من الفعل “فَقَهَ” في اللغة العربية، والذي يعني “الفَهْم” و “التَّفَهُّم” و “الاستيعاب” و “الاحتكام إلى الحق”، وهو استخلاص الحكم الشرعي من مصادره المعتبرة بناءً على القواعد الفقهية.

ماهو موضوع الفقه؟

موضوع الفقه هو دراسة الشريعة الإسلامية وتطبيقها على حياة المسلمين. ويهتم علم الفقه بمعرفة وفهم الأحكام الشرعية والقواعد الفقهية الّتي تُشرع بها الأعمال والمعاملات، سواء العبادات مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج، أو الأحكام المتعلقة بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والأحوال الشخصية والمدنية.

ماهي فروع الفقه؟

الفقه ينقسم تقسيمًا تقليديًا إلى أربعة فروع رئيسية، وهي:

  1. الفقه العبادي: يتناول الأحكام المتعلقة بالعبادات الشرعية مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها من العبادات.
  2. الفقه المعاملاتي: يدرس الأحكام المتعلقة بالمعاملات المالية والاقتصادية والتجارية والقانونية، مثل التجارة، البيع والشراء، الربا، الوصاية، العقود وغيرها.
  3. الفقه الجنائي: يتناول الأحكام المتعلقة بالجرائم والعقوبات الجنائية في الإسلام.
  4. الفقه الأحوال الشخصية: يتعامل مع الأحكام المتعلقة بالأحوال الشخصية للفرد مثل الزواج، الطلاق، النفقة، الولاية وغيرها.

ماهي أصول الفقه؟

أصول الفقه هي المنهجية والقواعد التي تُستخدم لاستنباط الأحكام الشرعية من المصادر الأساسية للشريعة الإسلامية. تهدف أصول الفقه إلى تحديد الأدلة الشرعية وتفسيرها وتطبيقها بشكل دقيق ومنطقي. تشمل أصول الفقه أمورًا مثل الاجتهاد، والاستنباط، والنقل، والقياس، والمسائل المتعلقة بالنصوص والأدلة والاستدلال الشرعي. تحظى أصول الفقه بأهمية كبيرة في فهم الأحكام وتطبيقها على مختلف الأوضاع والتحديات التي يواجهها المسلمون.

ماهي أدلة الفقه؟

وأدلة الفقه الإجمالية، تعتمد على

  • القرآن الكريم
  • الحديث النبوي الشريف
  • الإجماع
  • القياس

ماهو حكم تعلم الفقه في الاسلام؟

تعلم الفقه في الإسلام يُعتبر أمرًا مشروعًا ومُستحبًا بالنسبة للمسلمين. فعلم الفقه يُعدّ من العلوم الشرعية المهمة التي تُمكن المسلم من فهم أحكام الشريعة الإسلامية وتطبيقها في حياته اليومية. هذا التعلم يعزز الوعي الديني ويمكن المسلم من أداء العبادات والمعاملات وفقًا للتوجيهات الشرعية.

أدلة التشجيع على تعلم الفقه في الإسلام تشمل ما يلي:

  1. أمر الله ورسوله: القرآن الكريم والسنة النبوية يحثان المسلمين على طلب العلم وتعلم الشريعة الإسلامية. ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ” (محمد: 19)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ” (رواه ابن ماجه).
  2. العمل الصالح: يعتبر تعلم الفقه والعمل به من الأعمال الصالحة التي يمكن أن تزيد من رتبة المسلم في الدنيا والآخرة، وتؤدي إلى نموّه الروحي والديني.
  3. تحكيم الحياة: يمكن لمعرفة الفقه والأحكام الشرعية أن تُسهم في حكم الحياة بالعدل والمساواة، وتحل المشكلات بطرق شرعية متفق عليها.

يُشجَّع المسلمون على تعلم الفقه واكتساب المعرفة الشرعية من خلال الدروس والكتب الشرعية والتعليم في المساجد والمراكز الإسلامية. كما يمكن اللجوء إلى العلماء المختصين والمشايخ المعتبرين للحصول على الإرشادات الفقهية وتوجيهاتهم. يُعتبر البحث والاستزادة من المعرفة الفقهية واجبًا دينيًا يُحث عليه في الإسلام.

فقه العبادات

فقه العبادات هو القسم الأول من فروع الفقه، ويتضمن موضوع أحكام العبادات، والمسائل المتعلقة بها، مثل: أحكام النية، والأركان والشروط والمبطلات وغير ذلك. وتقدم العبادة على المعاملة لأهميتها، وأهم مواضيع فقه العبادات:

  • الطهارة
  • الصلاة
  • الزكاة
  • الصوم
  • الحج

اقرأ أيضاً: تخصص حقوق الإنسان

ماهو الفقه الاصطلاحي؟

الفقه الاصطلاحي هو مصطلح يُستخدم في علم الفقه للإشارة إلى المفاهيم والأصطلاحات الفقهية المتفق عليها داخل المدارس الفقهية المختلفة. يمكن أن يختلف الاستخدام اللغوي لبعض الألفاظ بين اللغات والثقافات المختلفة، ولكن الفقه الاصطلاحي يهدف إلى توحيد المفاهيم والأصطلاحات داخل النطاق الفقهي لتجنب اللبس والتباس في فهم وتطبيق الأحكام الشرعية.

يتم تحديد الفقه الاصطلاحي من قِبل كل مذهب فقهي على حدة، وقد نتج عن تاريخ تطور المذاهب الفقهية وتأثرها بالظروف الزمنية والمكانية. ومن أمثلة الفروقات الاصطلاحية بين المذاهب ما يتعلق بالأحكام الفقهية المتعلقة بالطهارة، الصلاة، الصيام، الزكاة، الحج وغيرها.

تكون الفقه الاصطلاحي محدودة النطاق بين أتباع المذهب الفقهي المعين ولكنها مهمة جداً لتحديد وتوحيد معاني الألفاظ الفقهية وتطبيقها بشكل صحيح. يعتمد الفقه الاصطلاحي على الأصول الفقهية والقواعد المتعارف عليها داخل المذهب الفقهي ويُعَلَّم ويُدَرَّس في مؤسسات التعليم الإسلامي والمساجد والمراكز الفقهية.

أن أحكامه مستمدة من الدين الإسلامي،

  • أنه يدرس موضوع الأحكام الشرعية المتعلقة بالمكلف.
  • أنه علم نظري؛ باعتبار أن المجتهد يستنبط أحكامه بالنظر والإستدلال.
  • أن موضوعه عملي؛ باعتبار أنه العلم بالأحكام الشرعية المتعلقة بأفعال المكلف.

أساسيات دراسة بكالوريوس الفقه الاسلامي

دراسة بكالوريوس الفقه الإسلامي تهدف إلى تزويد الطلاب بالمعرفة والفهم العميق لعلم الفقه الإسلامي وقواعده وأصوله. يشمل بكالوريوس الفقه الإسلامي مجموعة من المقررات والمواد التعليمية التي تغطي مختلف جوانب علم الفقه وتمكن الطلاب من التفكير النقدي والتطبيق العملي للأحكام الشرعية.

بعض الأساسيات التي يتم تغطيتها في دراسة بكالوريوس الفقه الإسلامي تشمل:

  1. القرآن الكريم: دراسة وتفسير آيات القرآن المتعلقة بالأحكام الشرعية والعبادات.
  2. السنة النبوية: دراسة أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالفقه وتطبيقها.
  3. فقه العبادات: دراسة أحكام الصلاة، الصوم، الزكاة، والحج، وكيفية تطبيقها بشكل صحيح.
  4. فقه المعاملات: دراسة أحكام المعاملات المالية والاقتصادية والقانونية، مثل البيع والشراء، الربا، العقود، والأوقاف.
  5. فقه الأحوال الشخصية: دراسة أحكام الزواج والطلاق والنفقة والولاية وغيرها من الأحوال الشخصية.
  6. أصول الفقه: دراسة قواعد وأصول استنباط الأحكام الشرعية والمنهجيات التي يعتمدها الفقهاء في التفكير الفقهي واستنباط الأحكام من المصادر الشرعية.
  7. تاريخ الفقه: دراسة تاريخ تطور الفقه الإسلامي وتأثره بالعوامل الثقافية والتاريخية.
  8. الاجتهاد والفتوى: دراسة مفهوم الاجتهاد ومراحله، وكيفية إصدار الفتاوى وأهميتها في الفقه الإسلامي.
  9. النقد الفقهي: دراسة تحليلية لآراء الفقهاء والنقاش حول الفروع الفقهية المختلفة.

تعتمد المناهج الدراسية والمواد التعليمية على المؤسسة الجامعية والبرنامج الأكاديمي، وتستند إلى المصادر الأصيلة في الشريعة الإسلامية مثل القرآن الكريم والسنة النبوية وآراء العلماء الفقهاء المعتبرين. يتمثل الهدف الرئيسي في دراسة بكالوريوس الفقه الإسلامي في تمكين الطلاب من فهم الشريعة الإسلامية بشكل عميق وتطبيقها في حياتهم اليومية بشكل صحيح ومناسب.

منهج دراسة الفقه الاسلامي في الجامعة

يجب على الطالب أن يتوقع المساقات والمسارات الدراسية التالية, بحسب الكلية التي يسجّل بها:

  1. فقه الطهارة
  2. فقه الصلاة
  3. فقه الصوم
  4. فقه الزكاة
  5. فقه الحج
  6. فقه المعاملات المالية
  7. فقه التجارة والتعاملات التجارية
  8. فقه العقود والمعاملات العقارية
  9. فقه المواريث
  10. فقه الحكم والقضاء
  11. فقه الجرائم والعقوبات
  12. فقه الأحوال الشخصية
  13. فقه العبادات النافلة
  14. فقه الأحكام الطبية والصحية
  15. فقه الإفتاء والاستشارات الشرعية
  16. فقه العبادات في الأوقات الخاصة (الحيض والنفاس والسفر إلخ)
  17. فقه النكاح والأحكام الزوجية
  18. فقه التعامل مع النصارى وغير المسلمين
  19. فقه التجويد والتلاوة
  20. أصول الفقه ومنهجيات الاجتهاد

أهم جامعات تخصص الفقه الاسلامي؟

تخصص الفقه الإسلامي يُدرَّس في العديد من الجامعات حول العالم، وتختلف مستوى التخصص وجودته بين الجامعات المختلفة. من بين الجامعات المعروفة التي تُقدِّم دراسات في الفقه الإسلامي، تشمل بعضها:

  1. جامعة الأزهر – مصر
  2. جامعة القرويين – المغرب
  3. جامعة الملك سعود – المملكة العربية السعودية
  4. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – المملكة العربية السعودية
  5. جامعة السلطان قابوس – عُمان
  6. جامعة اليرموك – الأردن
  7. جامعة القاهرة – مصر
  8. جامعة الملك عبدالعزيز – المملكة العربية السعودية
  9. جامعة الشارقة – الإمارات العربية المتحدة
  10. جامعة الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا – ماليزيا

هذه قائمة مُختصرة ويمكن أن تكون هناك المزيد من الجامعات حول العالم تُقدِّم دراسات في الفقه الإسلامي. للحصول على معلومات دقيقة حول برامج دراسات الفقه في هذه الجامعات وغيرها، يُفضل الاطلاع على مواقع الجامعات أو الاتصال بقسم الدراسات الإسلامية فيها.